المصحات الخاصة بالجديدة بين جشع مراكمة الثروة و غياب شرف المهنة
الطب رسالة تجارية ، والقسم الذي يؤديه الطبيب ليس الا لوحة معلقة على جدران المصحات الخاصة، إن ما يعيشه واقع الصحة المزري في بلادنا من خصاص في الموارد البشرية واللوجستية بالمستشفيات العمومية وغياب العناية اللازمة يدفع المواطن المفربي إلى اللجوء إلى المصحات الخاصة بحثا عن الرعاية الطبية والراحة النفسية إلا أنه يصطدم بجشع وطمع القيمين على المصحات الخاصة والأطباء المعالجون، فيبدأ مسلسل الإبتزاز والنصب والإحتيال على المرضى مستغلين ضعف الموقف وقلةالحيلة، وبما أن صحة الإنسان لا تقدر بتمن ولا تساوم فإن
الإنسان يستطيع تحمل الجوع والعطش على أن يتحمل الألم،
“وخلق الإنسان ضعيفا”.
أصبحت المصحات الخاصة في بلادنا عامة وبمدينتنا مجالا خصبا للإغتناء ومراكمة الأموال على حساب صحة المواطنين، مقابل غياب مراقبة الوزارة الوصية وكذا تقصير مفتشي المجلس الأعلى للحسابات لإفتحاص مالية المصحات التي تشهد مجملها تزوير الأرقام المصرح بها من طرف محاسبيها، تفاديا لتأدية ضريبة الأرباح للدولة مما يدر على الدكاترة أصحاب المصحات الخاصة أموالا طائلة دفعتهم للإستثمار في مجالات أخرى كالعقار مثلا..
لقد توصلنا بعدة شهادات لمرضى ومواطنين كانوا ضحايا إبتزاز من طرف بعض المصحات الخاصة التي تطالبهم بمبالغ خيالية مستفلين حاجة المرضى لإجراء عمليات مستعجلة وتدخلات طبية أو مصابين بفيروس كورونا.
إن ما تمارسه المصحات الخاصة بالجديدة من إخلال بواجب مهنة الضمير وبشروط دفتر التحملات الذي تفرضه وزارة الصحة وذلك من خلال الإكتظاظ الذي تشهده هاته المصحات دون مراعاة حالات المرضى وذلك طمعا في الربح السريع،
حيث بلغ الأمر الى وضع المرضى الخارجين من العمليات الجراحية بجانب مرضى اخرين ، بالاضافة الى غياب التداببر الاحترازية المتخذة لمحاربة تفشي فيروس كورونا، بالنسبة الى زوار هذه المصحات الخاصة ،ومما يزيد في احتمالية انتشار الوباء بين مرتفقي هذه المصحات .
وسجلت الجريدة باحدى المصحات الخاصة بوسط الجديدة ، حالة الفوضى في استقبال المرضى و كأنهم يتواجدون في سوق ممتاز، بل يضطر المرضى وأهاليهم الإنتظار لساعات طوال من أجل الفحص والتطبيب وكذا العمليات الجراحية، كما يشتكي الزوار من غياب النظافة في مرافقها سواء المراحيض الضيقة أو جدران المصحة المتسخة أو قاعات التمريض، وهو ما يلاحظه كل زائر ويستغرب كيف لمصحات تعج بالمرضى وتدر أرباح خيالية على أصحابها ان تتحول إلى سوق شعبي تتحدث فيه لغة المال قبل كل شيئ.
لقد تجاوزت بعض المصحات الخاصة في مدينة بالجديدة المحظور حيث تمارس أدنى وأبخس طرق الإحتيال والتلاعب بأرواح الناس مقابل حفنة من المال ، لقد أصبح الوازع المادي والتجاري هو شعار هذه المصحات في بلادنا التي تحتاج منا إلى التصدي لها بل ويجب ان تحارب هذه المافيا التي تتاجر في أرواح الناس وصحتهم..
تعليقات 0