عبير : هذه حكايتي مع الضابط المنتحر
اختارت عبير، خطيبة الضابط الذى أنهى حياته بطلقة نارية من مسدسه الوظيفي ليلة المولد النبوى، بعدما فشل فى تصفية والدة خطيبته وأختها لما سدد لهما أعيرة نارية لم تصبهما فى مقتل، (اختارت) “الصباح” لتكون البوابة الإعلامية التى تسلط من خلالها الضوء على الجوانب الخفية من العلاقة التى كانت تربطها بالضابط المنتحر، وايضا كشف فحوى الرسائل النصية التى تلقتها منه قبل القيام بجرمه الذى هز الجديدة وأزمور.
لقاء من إعداد عبد الله غيتومى (الصباح)
كان لابد أن نستهل لقاءنا مع خطيبة الضابط المنتحر بالحديث عن بداية التعرف عليه وتوطد علاقة الحب بينهما، فكان حديث عبير (29 سنة) بكل التلقائية الممكنة، وقالت “تعرفت على الضابط فى سلك الشرطة البالغ من العمر 52 سنة، عن طريق “فيسبوك” وتبادلنا رقمى هاتفينا، وأطلعنى أنه يتحدر من أزمور التى”أنتمى إليها أيضا، وبالفعل حدثت اتصالات هاتفية ومكالمات بيننا، عبر من خلالها عن رغبته الأكيدة فى الزواج، وأنه فعلا لا بقصد تزجية الوقت معي، وهذا ما شجعني على ربط علاقة كنت واثقة أن هذه العلاقة ستنتهى بالزواج، لقد كان فعلا ينوى الحلال وصارحني فعلا أنه مطلق وأنجب من طليقته اثنتين اكبرهما عمرها 25 سنة، وبمرور بعض الوقت اظهر فعلا نية صادقة فى الاقتران بي، بعدما خطبني وشرع فى استصدار الترخيض اللازم بالزواج من المديرية العامة للأمن الوطني، وخضعت للبخث المطلوب في مثل هذه الحالات، وأخبرنى قبل شهر بأن موعد عقد قراننا ما هو إلا مسألة وقت قصير.
خمر وليال حمراء..
وصفت خطيبة الضابط علاقتها به طيلة 16 شهرا بأنها لم تكن مستقرة تماما، اذ شابتها لحظات استقرار واخرى تسودها نزاعات، سيما بعد أن اكتشفت الوجه الأخر المرتبط بإدمانه الشديد على معاقرة الخمر، ومرافقة زمرة من الأشخاص فى ليال حمراء، ونصحته مرارا أن مستقبل علاقتي به رهين بأن يكف عن ذلك والعودة إلى ذلك الشخص السوي الذى عرفته اول مرة، وكنت أهجره لأيام، قبل ان يستعطفني برسائل نصية و”أوديوهات “، ويتعهد باحترام علاقتنا بمرور الأيام وخلال المدة الأخيرة توصلت منه بفيديوهات من منتجع شهير أطلعتكم عليها، وسلمت منها نسخا للمحققين، تظهر فيه بنات طلب منهن فى نشوة الخمر، سبنى باقبح النعوث بإيعاز منه، كما أنه
كان يستغل هذه اللقاءات لتوجيه الشتم لعدد من أفراد عائلتي، وفي الغد يرسل لي رسائل اعتذار، مدعبا ان هناك أشخاصا يريدون به شرا ولا يريدون استمرار علاقتنا، لقد كان ذا شخصيتين منفصمتين، شخصية الهاديء وشخصية لا العدواني المتلفظ بكلمات ساقطة.
فيديوهات مع الفتيات..
وسط لحظات صراع بين الضابط وخطيبته تدخل أفراد من أسرتها الميسورة والشهيرة لنصحها بضرورة الانعتاق من هذه الدوامة، التى أخذت منعطفا مغايرا، منبهين إلى أن العواقب ستكون كارثية.
لما وصلت العلاقة إلى هذا الحد، بدت وكأنها كسرت خط الرجعة، حينما تدخل أفراد من عائلة والدتى وعبروا صراحة عن عدم رضاهم من البداية عن هذه العلاقة التى ربطتنى بالضابط المنتحر، سيما أنهم من أسرة “شهيرة” ولها مكانتها الاعتبارية بأزموزكما لا أنفى أن عائلته أيضا محترمة بالمدينة ذاتها.
وأمام عدم قدرته على الابتعاد عن الخمر والليالى الحمراء، اتخذت قرارا رفقة والدتى بإنهاء العلاقة به، وفعلا بدأت اتحاشى الرد على مكالماته، وكثيرا ما لجأ الى الاتصال بى
من أرقام ليس لى بها سابق معرفة وأرسل منها رسائل استعطاف، لكننى هذه المرة قررت أن اكون جادة فى قراري، والتغلب على العاطفة وعدم السماح “له مرة اخرى، لأنني منحته فرصا كثيرة لكنه لم يستغللها.”
“قرطاسة فيك وقرطاسة فيا”
لم يتقبل الضابط قرار الفرار وحول لغة الاستعطاف إلى لهجة تهديد شديدة خلال الأيام الأخيرة، قالت عنها الخطيبة ” فعلا لما كان يخطئ معى في المرات الأولى كان يستخدم لغة الاستعطاف، ولكن عندما أدرك ان صبرى نفد وأننى جادة فى إنهاء العلاقة التى تربطنى .
انتقل إلى لغة التهديد، وتوصلت منه “فعلا برسالة نصية مضمنها بالحرف “انتظرى القادم” وايضا “عمر النهار الأبيض لا شفتية وأنا منقدرش نعيش بلابيك”، وبلغت به قمة التهديد ببعث رسالة أخرى مضمونها “قرطاسة فيك وقرطاسة فيا “، وفى الحقيقة لم نأخذ تلك التهديدات مأخذ الجد، لأنه لم يكن يظهر فعلا أنه ذلك الشخص، الذى قد يصل حد تنفذ وعيده، وهذا ما صرحت به والدتى عبدالعزيز ما يقتلش ” لكن لم يكن اعتقادنا حميعا صحيحا”.
تهديد بالسكين قبل الرصاص ..
بعد واقعة التبليغ عنه وفي حدود 11 صباحا من سبت يوم الفاجعة، وبينما أنا متوقفة أمام أحد المحلات بحي المطار، توقف بسيارته الحمراء ، إذ يبدو أنه كان يتعقب خطواتي، طلب مني الصعود ولما رفضت ترجل وهددني بواسطة سكين وبدأت أصرخ وامتثلت في الأخير، ولاحظت على فمه آثار دم متجمد، سألته عن مصدره فلم يدل بأي جواب، فقط اكتفى بالقول بأن رخصة الزواج “خرجات “، وبعدما أوصلني إلى المنزل انصرف وفي عينه شرارة شر لم أعهدها فيه من قبل ،ثم تلقيت منه رسالة نصية في حدود الواحدة زوالا و 42 دقيقة ” انتظري القادم ” والقادم فعلا هو ما نفذه على الساعة السادسة من مساء يوم السبت ذاته “.
تفاصيل أمسية الرصاص..
لما توصلت بالرسالة النصية،توجهت إلى الأمن وأبلغتهم بالأمر وسلمتهم نسخا من جميع الرسائل الصوتية والمكتوبات، التي كنت أتوصل بها منه، حتما هيأت نفسي للأسوا دون أن يدور بخلدي أنه سيعجل بتنفيذ تهديداته، وبالفعل وفي حدود الساعة السادسة وبينما أنا أقف أمام الفيلا بالسيارة لمرافقة والدتي إلى الحمام، توقف وطلب مني فتح زجاج
النافذة، فجأة رمقت المسدس في جيبه، وانطلقت هاربة بالسيارة، ولما توقفت والدتي بجانبه دفعها قبل أن يطلق عليها عيارا ناريا مرددا “هاكي لمك”، ولما سقطت على الأرض رمقتها أختي من نافذة المنزل، معتقدة أن سيارة صدمتها، لحظتها أمسكها من شعرها وسدد لها طلقة كانت وجهتها الرأس، وهي الآن تعيش صدمة نفسية وكثيرا ما تنتابها اليوم أزمات من هول الاعتداء عليها، ولا أخفيكم سرا أنه حل بنية قتلي وتصفية أفراد عائلتي.
قصة الاستيلاء على السيارة والاموال …
تطرقنا مع خطيبة الضابط المنتحر إلى كل شىء، بما في دلك ما يجري الترويج له على لسان ابن خاله، الذي اتهمها بأنها استولت على أمواله وسيارته، وأنها “ابنة ليل”، هنا انتصبت قائلة” أنا سأتابع ابن خاله على تصريحاته التي لا أساس لها من الصحة ” ، وبخصوص سياقتي لسيارته فذلكبطلب منه، خصوصا أيام الجمعة والسبت والأحد من كل أسبوع، لأنه يكون عادة “سالت من الخدمة” بأمن مولاي رشيد بالببضاء، وكان يكلفني بالسياقة لأن وجوده بالجديدة وأزمور غير قانوني لأنه خارج دائرة عمله بدون ترخيص من رؤسائه،
أما فيما يتعلق باستحواذي على أمواله، فهو موظف متوسط راتبه في حدود 14 ألف درهم وله التزامات متعددة مع ماضيه الأسري، وسبق له أن كان موقوفا عن العمل لمدة 3 سنوات قبل ارجاعه إلى سلك الأمن، حسب ما حكاه لي بسبب فتاة كان يحبها سافرت إلى فرنسا، وشد الرحال من أجلها إلى هناك قبل أن يتعرض إلى مجموعة من المضايقات الأمنية هناك لما بلغت عنه الشرطة ، واستطردت ، أما بخصوص ما اتهمني به أين خاله باني من رواد العلب الليلية ، وجب التأكيد أن الضابط المنتحر كان يراقب حركاتي وسكناتي لدرجة انه منعني من فيسبوك، وأعتقد أن تلك التصريحات الغرض منها التشهير والنيل مني ، وإظهار بمظهر المذنب في حق خطيبي المنتحر..
تعليقات 0