غرباء أضرموا النار في أشجار نخيل يعود غرسها إلى مرحلة الوجود الفرنسي بالجديدة
مزاكان نيوز _عبد الله غيتومي
عاشت الجديدة 26 أبريل الماضي، فصول جريمة بيئية نكراء، أبطالها غرباء عمدوا إلى إضرام النار في عدد كبير من أشجار النخيل، ببناية مهجورة تعود ملكيتها إلى أجانب يعيشون خارج المغرب، في ظروف غامضة.
وتمكنت ألسنة اللهب من تلك الأشجار التي يربو عمرها عن أزيد من 100 سنة، وتعالت الأدخنة من البناية المهجورة الكائنة خلف ملعب ثانوية ابن خلدون، وهب تلاميذ من الثانوية سالفة الذكر لإخماد النار، اعتمادا على وسائل خاصة، قبل حضور الوقاية المدنية التي صادفتها صعوبات كثيرة لطبيعة المكان، ورغم المجهودات التي بذلت، فإن النار تمكنت من جزء كبير من تلك الأشجار .
ووجد أمن المدينة نفسه أمام فعل شنيع في حق تلك الأشجار، التي كانت تضفي على ذلك المكان بعضا من الجمالية. ولم تستبعد مصادر متتبعة أن يكون مشردون يتخذون من تلك البناية ملاذا لهم، يعاقرون فيه الخمر و»الجانكا» وكل الممنوعات، هم من كانوا وراء إضرام النار.
ولحد الساعة يرتفع التساؤل عاليا عن مآل البحث الأمني، الذي قامت به المصالح الإقليمية للشرطة القضائية، سيما أن الخسائر كانت جسيمة إذا ما تم على الواقع، حصر القيمة المالية والتاريخية للأشجار المحروقة.
ويبدو أنه في غياب مالكي تلك البناية تسير مسطرة البحث الأمني، إلى الحفظ لعدم تحديد هوية المتهمين المفترضين، في الوقت الذي يفرض الأمر، السير في هذا البحث إلى نهايته لكشف الضالعين في هذه الجريمة البيئية، التي خلفت ردود فعل كبيرة، منددة بما حصل والذي إن لم يقع التصدي له بحزم، سيكون مشجعا على التمادي في إحراق المزيد من المساحات الخضراء بالمدينة.
وفي الوقت الذي يجري فيه التساؤل عن نتيجة البحث الذي أنجزته الشرطة القضائية بالمدينة، طالبت مجموعة من المتتبعين الجماعة الترابية، بإعمال اختصاصاتها المخولة لها قانونا لهدم هذه البنايات المتهالكة، التي أضحت مطرحا للتخلص من النفايات المنزلية، وأيضا مكانا تنتشر فيه القوارض والثعابين والكلاب الضالة، وخطرا على كل الذين يعبرون ممر موليير الرابط بين شارعي ابن خلدون ومحمد الخامس، الذي تم تحويله إلى مكان لإفراغ ردم البناء وما فضل عن أوراشه.
واتخذت الجماعة ذاتها في وقت سابق وبعد أن تكاثرت المآسي بمعمل “سكيبا ” المتهالك، قرارا جماعيا وهدمته، ما خلف ارتياحا في أوساط سكان سيدي الضاوي المجاورة له.
جدير بالذكر أن الجماعة الترابية تمتلك على ظهر هذه البناية المتهالكة، التي شب فيها الحريق الذي أتلف نخلا كثيرا، مستودعا شبه مهجور أضحى هو الآخر مكانا مفضلا للعديد من الذين يعيشون على هامش المجتمع، ما ينذر بوقوع فواجع داخله وسط المترددين عليه على مدار الساعة، كتلك التي أنهى فيها ماسح أحذية حياة غريمه بواسطة طعنات سكين ، في جلسة خمرية احتضنها ذلك المكان المهجور .
تعليقات 0