مزاكان نيوز

فوضى مواقف السيارات بالجديدة ..من يتحمل المسؤولية؟


 

لم تعش مدينة الجديدة وضعية من الفوضى والصخب، وصفها مواطنون غاضبون ب«السيبة» أشبه بتلك التي تعيش فيها الآن، إذ يبدو أن جميع المصالح المعنية بالمدينة من سلطات محلية وسلطات منتخبة استقالت من مهماتها، وتخلت عن واجباتها امام احتجاج وتذمر يومي من طرف العديد من المواطنين حول المشاكل التي يتعرضون لها في مواقف السيارات . كلما اتجهت وفي أي شارع أو زقاق بالمدينة يعترضك شخص ببذلة أو بدونها يطالبك بتأدية مقابل توقيف سيارتك. على جنبات الشوارع الكبيرة و الصغيرة، في كل ساحة، أمام المقاهي وخلفها، بجانب الإدارات والتجزئات السكنية والعمارات تجد الرجال و اليافعين وفي بعض الأماكن أطفالا يطلبون منك تأدية ثمن موقف السيارات، حتى يخيل إليك بأن أحدهم سيطالبك بتأدية مقابل ركن سيارتك بداخل مرأب منزلك !
فوضى عارمة لا يمكن فهمها، في كثير من الأحيان يتلقفك حارسان في نفس الوقت وفي نفس المكان. المشادة مع هؤلاء أصبحت منظرا يوميا مألوفا بالمدينة. منهم من يطالب بدرهمين و آخرون لايقبلون أقل من أربعة دراهم أو خمسة، وبعضهم يطالبك بمساعدة مالية فقط رغم أنه لا يسلمك تذكرة  الأداء التي من المفروض ان تحمل خاتم أو إسم مستغل الموقف.
شارع محمد الخامس و شارع محمد السادس وشارع نابل يضمان لوحدهما  ما يقارب 100 حارسا لمواقف السيارات.

يجب عليك الأداء قبل الساعة الثامنة صباحا و بعد الثامنة ليلا و أيام السبت و الأحد و أيام العطل و الأعياد! إذا كنت ممن يستعمل السيارة كثيرا فعليك تخصيص غلاف مالي لركن سيارتك. فلا حدود لأماكن الأداء، أينما أوقفت سيارتك يتلقفك حارس لم تره عند وصولك.
شكايات متعددة للمواطنين سواء للمجلس الجماعي أوالسلطات المحلية بدون جدوى. لا يمكن لأحد أن يطلع على من يستغل صفقة مواقف السيارات المبرمة مع المجلس الجماعي، لا يمكن الحصول على دفتر التحملات الخاص بهذه الصفقة وبالتالي لا يمكن معرفة تسعيرة الأداء و أوقات الأداء والمواقف المحددة للأداء. قلق يومي و مستمر ينتاب أصحاب السيارات بهذه المدينة . معضلة تنتج يوما بعد يوم ، مشاكل كثيرة تهم التجوال و الجولان بسبب تزايد عدد السيارات وضيق الطرقات والشوارع.
يشار الى أن الصفقة قد تم تفويتها قبل سنتين لشركة خاصة بعد إجراء طلب عروض مفتوح بمبلغ يفوق 7.5 ملايين سنتيم، بينما اقترحت جمعية مواقف السيارات انذاك مبلغا مضاعفا لرئيس المجلس البلدي اثناء المفاوضات معه حيث أوصلته الى ما يزيد عن 13 مليون، و هناك فرق كبير بين المبلغين، فاذا أجرينا عملية حسابية بسيطة لعملية تحصيل مداخيل المواقف السيارات، وافترضنا أنه قد تم تشغيل 100 شخص كأبعد تقدير بالمدينة، وكل حارس واحد يؤدي يوميا 100 درهم كحد أدنى لأصحاب الصفقة، فإن المدخول اليومي سيصل الى ما يساوي 1 مليون سنتيم لليوم الواحد، أي ما قيمته 30 مليون للشهر، في حين أنه قد تم كراء مواقف السيارات كلها للشركة ب 7 ملايين للشهر، والفارق اذن هو 23 مليون ، هل هذا كله ربح للشركة أم أن الامر يعد نوع جديد من الريع الحضري وبطرق حضارية وقانونية.
فالقطاع تطغى عليه الفوضى وتعمه السيبة والملاحظة الاولية هو أنه غير منظم وغير مهيكل أصلا، وحتى الان – (ولحد علمي ) – لم تتم انجاز ولو دراسة ميدانية بطرق سليمة لتحديد المعيقات والاكراهات الميدانية والاجتماعية التي يعانيها قطاع مواقف السيارات …والمحطات العامة بالجديدة، ونحن نعرف أن الجماعة تظم أطرا لها من الخبرة والحنكة التامة في وضع خريطة محينة لكل موقف أو محطة ….

إدريس أبو ملاك رئيس جمعية مدينتي