المؤبد لعون سلطة في جريمة قتل كشفها “غوغل”
اقتنعت هيأة حكم بغرفة جنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة بالمنسوب إلى عون سلطة برتبة “مقدم” ذبح قبل ستة اشهر شابا ثلاثينيا بالعونات، ورغم تشبثه بالإنكار أمامها في الجلسة التي عقدت أول أمس (الثلاثاء)، عاقبته بالمؤبد طبقا للفصل 392 من القانون الجنائي المغربي ، ونادى حمزة الحبيب رئيس الهيأة السالفة الذكر، على المتهم الذي وضع رهن الاعتقال الاحتياطي منذ 18 من شهر غشت الماضي، وبعد التأكد من هويته الكاملة وهو البالغ من العمر 40 سنة، المتزوج والأب لطفلين، ذكره بأنه في زمن لم يمض عليه أمد التقادم، استدرج الضحية إلى أرض خلاء بدوار المعادنة التابع لقيادة أربعاء العونات، وأنه استغفله ونفذ فيه القتل بذبحه من الوريد بواسطة سكين من حجم كبير، كانت الأداة التي تسلح بها لإزهاق روحه.
وكان رئيس الهيأة يقلب بين الفينة والأخرى قرار الإحالة التي سطره في حقه قاضي التحقيق، الذي استنطقه في جلسات متعددة، قبل عرضه على المحاكمة بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
وجاء المتهم إلى الجلسة متمسكا بالإنكار، معترفا أنه وجد الضحية جثة هامدة وهو من أخطر قائد الاختصاص الترابي بالجريمة.ولدى تناوله الكلمة تمسك دفاعه ببراءته مما نسب إليه، وطالب في حال ما رأت المحكمة عقابه، تمتيعه بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف.
مقابل ذلك أكد ممثل الحق العام أن جريمة القتل ثابتة في حقه، مع سبق الإصرار والترصد لأنه خطط لها بدقة، وهيأ لها كل الظروف التي تجعله بعيدا عن الشبهات، وتأسيسا على ذلك يتعين إنزال أقصى العقوبات عليه لفداحة الجرم الذي اقترفه.وبرغم تراجعه عن أقواله لدى المركز القضائي للدرك الملكي واعترافاته، فإن ذلك نظرت إليه المحكمة مجرد محاولة يائسة منه لانتزاع البراءة.لكن الماثل أمام المحكمة لم يستطع دحض نتيجة الخبرة التي أجريت على هاتفه المحمول، والتي بينت أنه قبل تنفيذ جريمته، استعان بمحرك البحث ” غوغل ” عن كيفية القيام بقتل شخص ما دون ترك أثر لذلك، وقام بتلك الخطوة الإعدادية، عندما عقد العزم على تصفية الضحية لشكه في علاقته بزوجته، سيما لما أرسل له رسالة نصية على تطبيق الواتساب، حاول أن يستجلي بها حقيقة الأمر، لكن الضحية بعث بجواب على نفس التطبيق خطأ لهاتف الزوج مضمنه ” الحبيبة شوفي راجلك أش كتب ليا”، وبذلك قطع الزوج الشك باليقين، واستشاط غضبا واستدرج الضحية في ليلة الجريمة إلى جلسة خمرية بأرض خلاء، وناوله كؤوس نبيذ كانت كافية لشل قدراته العضلية، حينها استل سكينا وأسقطه على الأرض، ثم ذبحه من الوريد ولم يخل سبيله إلا بعد ما تأكد فعلا أنه فارق الحياة .وإثر ذلك ربط الاتصال بقائد العونات وأخبره بأنه عثر على الضحية مذبوحا، وبعد حضور فريق من الدركيين، نقلت الجثة إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالجديدة، وانطلق البحث في محيط المقربين من الضحية، واستمر ثلاثة أيام دون جدوى، لكن تردد ” المقدم ” على الدرك وسؤاله الملح عن مستجدات القضية، أثار شكوك المحققين الذين حاصروه بمجموعة من الأسئلة، قبل حجز هاتفه المحمول والعثور في محرك “غوغل” على بحثه عن أركان الجريمة المكتملة، لحظتها انهار واعترف بالتفاصيل المملة .
عبدالله غيتومي (الجديدة)
تعليقات 0