النصب باسم الحب … جرعة من الثقة الزائدة

لم يدر بخلد شابة تتحدر من البيضاء، أن الشخص الذي التقته ذات يوم بشارع محمد الخامس، والذي تكررت معه لقاءات، وطدت بينهما علاقة حب وإعجاب، أن ظاهره شغف بها كبير وباطنه نفس أمارة بالنصب والاحتيال، لما أغرقها وسط بحر من الإطراء ورغبة أكيدة في الاقتران بها، ذلك كان كافيا لتثق فيه لم لا وهو زوج المستقبل وشريك الحياة.لكن ما أظهره من حب وهيام لم يكن سوى ذلك الطعم، الذي اعتاد عليه لإسقاط ضحاياه وفق سيناريوهات معدة بإحكام.
فبعد أن تردد على منزل والديها وتعرف على أفراد العائلة، جاء اليوم الموعود عندما طلب منها أن تعيره سيارتها من نوع “ كليو” لبضعة أيام، لقضاء غرض مهم ينتظره ، فلم تتردد لحظة واستجابت له، ومكنته من مفتاح السيارة وأوراقها الثبوتية، وهي اللحظة التي انطلق بها دون تردد.
وبعد أسبوع أعاد لها السيارة في حالتها الجيدة وانصرف إلى وجهة مجهولة وأغلق هاتفه المحمول، أعقب ذلك هدوء توجست بصدده الخطيبة، أن يكون ذلك الذي يسبق عاصفة.
وبعد فترة وجيزة جاءها فريق من الشرطة القضائية بالجديدة، وبعد أن تأكد من هويتها اقتادها إلى مقر الأمن الإقليمي، وكانت صدمتها كبيرة لما ووجهت بامرأة من الجديدة، تدعي أنها اقتنت منها سيارتها كليو بمبلغ 14 مليون سنتيم، وأن ذلك موثق بعقد بيع مصادق عليه لدى السلطة.وفوق كل ذلك أخطرها المصطفى رمحان رئيس الضابطة القضائية، أنها لربما استعملت نسخة من المفتاح الأصلي، وفي ظروف سيكشفها البحث سرقت السيارة واسترجعتها.
كل ذلك كذبته الخطيبة جملة وتفصيلا، وكشفت للمحققين أنها بريئة مما سمعته، وزادت بأنها أعارت سيارتها إلى شخص وعدها بالزواج، ومدت الأمن بمعلومات عنه بما فيها رقم بطاقته الوطنية، لكن بعض تنقيطه على الناظم الآلي، تأكد أنها معلومات خاطئة، وأنه لربما هو من باع سيارة ليست في ملكيته.وبأمر من النيابة العامة وضعت المرأة تحت تدبير الحراسة النظرية ، لكن المراقب العام المصطفى رمحان ، كان متأكدا إلى أبعد حد أنها بريئة وأن الخطيب المتواري هو “بطل” ذلك الخداع.
واسترسالا في البحث استجمع رمحان معلومات إضافية عنه، بعضها من حائطه الفايسبوكي وأخرى من مقهى كان يتردد عليه، حيث استخرجت صورة له من ذاكرة كاميرا،
وكانت السبيل لاختزال المسافة إليه، ما مكن من إلقاء القبض عليه، حيث باح بالمستور أنه هو من عرض بيع سيارة “ كليو” على واجهة أفيطو، وأن زوجته ساعدته بتقمص دور مالكة السيارة الحقيقية، بعد أن زورا كل الوثائق باسمها،
وأنها هي التي وقعت عقد البيع وتحوزت بمبلغ 14 مليون سنتيم، وأنه بعد تمكين المشترية من السيارة، استعمل مفتاحا مستنسخا وقام بسرقة السيارة وإرجاعها إلى خطيبته، التي لا علم لها بكل ما وقع.
وجاءت أقوال زوجته التي شاركته في تقمص دور مالكة السيارة، مؤكدة أن لزوجها باع طويل في النصب والاحتيال، وأنه يستهدف فتيات حالمات بالزواج، وبعد أن يتمكن منهن بأسلوب دغدغة العواطف، يسلبهن أموالا وحليا وغيرها، وبعد عرض النصاب وزوجته على النيابة العامة المختصة، تم إيداعهما السجن المحلي بسيدي موسى.
عبد الله غيتومي (الجديدة)
تعليقات 0