تفاصيل سقوط مختطفي “مسنة سيدي بنور”

ابن أخيها خطط لذلك في ليلة خمرية والدافع الحصول على أموال “الحريك”
أودع قاضي التحقيق شابة وشريكا لها السجن المحلي بسيدي موسى، في انتظار أشواط من التحقيق معهما، في ما بات يعرف بقضية اختطاف “مسنة سيدي بنور” قبل أسبوعين من أمام حمام شعبي، فيما تم إيقاف شريك لهما يبقى ابن شقيق الضحية مساء الثلاثاء الماضي بمحطة القطار بالقنيطرة يبلغ من العمر 24 سنة، ويعد حسب مصدر أمني المخطط لعملية سطو على 20 مليون سنتيم آلت لعمته من تركة والدتها ، بينما البحث جاريا عن عنصر آخر ضمن عصابة كانت مشكلة من أربعة أشخاص.
ذات ليلة خمرية بسيدي بنور كانت قد جمعت ابن شقيق العجوز الضحية ونديمين له وشابة تبلغ من العمر 27 سنة حديثة العهد بالطلاق من زواج فاشل، وبعد أن لعب الخمر بالرؤوس استرسل ذلك الشاب في بسط مجموعة من المعطيات عن عمته، وهي المسنة التي يتجاوز عمرها 72 سنة وتقطن لوحدها في منزل. وأضاف أنها باعت إرثا آل إليها من والدتها المتوفاة حديثا، بمبلغ 20 مليون سنتيم، وأنها تحتفظ به في زاوية بإحدى غرف بيتها، وعلى خلفية ذلك سال لعاب شركائه في تلك الليلة الحمراء، وتملكتهم رغبة جامحة في التخطيط للسطو على ذلك المبلغ.
وبالفعل وبعد أن اقتنع الجميع بأنه لا ينبغي إطلاقا إفلات هذا الصيد الثمين، وضعوا جميعهم اللمسات الأولى لتنفيذ عملية السطو في أقرب وقت ممكن، يجب ألا يتعدى ثلاثة أيام على أبعد تقدير.
فشل محاولة ونجاح أخرى
اتفقوا جميعا على تنفيذ خطتهم ذلك الصباح من يوم سادس فبراير الجاري، بمداهمة المسنة في بيتها والسطو على المبلغ المالي، لكن ما أن توقفوا بسيارة من نوع “داسيا» مكتراة في إطار «النوار» اتخذوها وسيلتهم اللوجيستيكية للهروب، حتى باءت خطتهم بالفشل، لأن العجوز كانت قد خرجت لتوها حاملة معها معدات استحمام في طريقها إلى حمام شعبي.
في هذه اللحظة انتقلوا إلى “التصميم الثاني» للجريمة، وهو تعقبها واختطافها وإرغامها على تسليم مفتاح البيت، وبالفعل وكما وثقت ذلك كاميرا جوار، نفذت فصول الاختطاف بنجاح، بينما كان ابن شقيقها يراقب الأمور من بعيد لأنها تعرفه وحتى لا ينكشف أمر العصابة.
تفتيش دون نتيجة
أفاد الموقوفون أنهم بعد أن أركبتها الشابة المختطفة عنوة في المقعد الخلفي لسيارة من نوع “داسيا» التي لا تحمل لوحة ترقيم، تم وضع لصاق على فمها حتى لا تصدر صرخات استغاثة، وأشهر في وجهها سكين وتحت التهديد مكنتهم من مفتاح المنزل، حيث تم تفتيش كل جنباته وزواياه، ولم يتم العثور على المبلغ المالي المستهدف بالسرقة، حيث عاد اثنان منهم أدراجهما إلى السيارة، التي ظلت العجوز محتجزة فيها وتحت مراقبة من ثالثهما، قبل أن يتم إخلاء سبيلها، حيث تفرق الجناة وأسفهم شديد على عدم بلوغ مبتغاهم.
نفقات “الحريك” دافع الجريمة
قضية بمثل هذا الحجم أسند البحث فيها للمراقب العام المصطفى رمحان، رئيس الشرطة القضائية الإقليمية شخصيا، أولا لما راكمه من تجربة طويلة في مجال التحقيق وتعقب عصابات متعددة، وثانيا للوصول في أقرب وقت ممكن للفاعلين لطمأنة الرأي العام، الذي تابع بصدمة كبيرة تفاصيل الطريقة الهوليودية، التي نفذ بها الاختطاف.
وبالفعل قاد رمحان فريقا من المحققين وفي أقل من أسبوع، مكنت تحريات دقيقة من وضع اليد على الشابة، التي ظهرت متخفية في عباية، واقتيدت من غرفة كانت تكتريها بحي الصفاء بالجديدة، ودلت على شريكها الذي تمت مداهمته، فجر الأحد الماضي، بمنزله بأولاد افرج، فيما مكنت معلومات دقيقة وفرتها مصالح مديرية مراقبة التراب الوطني، من إيقاف ابن أخي الضحية بمحطة القطار بالقنيطرة.
وعن دوافع القيام بعملية الاختطاف، المقرون بمحاولة السرقة الموصوفة بأياد مسلحة، أفادت الشابة أنها كانت بحاجة إلى أموال للإنفاق على رحلتها بهجرة سرية نحو الضفة الأخرى، حيث والدتها بإسبانيا ووالدها بإيطاليا، وهو الدافع نفسه لأحد شريكيها الذي كان بحاجة هو الآخر إلى مصاريف يسددها إلى منظمين لهجرات سرية.
تهم ثقيلة وعقاب رادع
تسابق الشرطة القضائية الزمن لإيقاف الشخص الثالث، فيما تم تقديم الموقوفين الثلاثة أمام أنظار الوكيل العام للملك لدى استئنافية الجديدة، بصك اتهام ثقيل، ضمنه الاختطاف والاحتجاز والسرقة الموصوفة المقرونة بالتهديد بالسلاح الأبيض، والذي أحالهم بدوره على قاضي التحقيق بالمحكمة ذاتها، الذي أودعهم السجن المحلي بسيدي موسى بالجديدة، في انتظار استنطاقهما تمهيديا وتفصيليا، قبل إحالتهم على المحاكمة.
عبد الله غيتومي (الجديدة)
تعليقات 0