عبد الكبير مكار … النقيب “العسكري”
مزاكان نيوز _عبدالله غيتومي
قضى التجنيد الإجباري وأشرف على تنقيل وحدات عسكرية من مراكش إلى بويزكارن
يعتبر عبد الكبير مكار النقيب الذي أمضى أربع ولايات، على رأس هيأة المحامين بالجديدة وسيدي بنور، وهي أطول المراحل في تاريخ نقباء هذه الهيأة، ويظهر من خلال الحديث معه أنه لم يلق بسلاحه أبدا، ولربما يحلم بولاية خامسة بعد هذه التي يمضيها النقيب حميد بسطيلي.
قليل من يعرف أن الرجل اختار مهنة المحاماة ولعا منذ كان على مقاعد الدراسة، وأنه على غير ما كان يتوقع، قادته مرحلة التجنيد الإجباري بعد الحصول على الإجازة، إلى عالم «العساكر”، حيث لغة الكلاشينكوف والمدرعات والراجمات، أرغمته حينا أن يتناسى ما تلقاه من فصول ومواد القانون بمدرجات كلية الحقوق بالرباط.
أطلق النقيب عبد الكبير مكار صرخته الأولى في عاشر يوليوز من سنة 1955 بأولاد عمرو بتراب جماعة الغربية، وقد كان والده المرحوم مبارك مكار مقاوما نشيطا ضد الوجود الفرنسي. لما استرجع معنا لحظات طفولته والتي يضبطها بأدق التفاصيل قال “كان سكننا الأول بحي الملاح ومنه كنت أقطع كل الطريق للوصول إلى مدرسة المقاومة للبنين، وما زلت أتذكر الطلعة البهية لمديرها المرحوم أرسلان التباري، وذاكرتي تحتفظ برجل كان مكلفا بالجرس وفتح الباب وإغلاقه في تفان وانضباط، إنه “با امحمد” تساعده زوجته مي الزوهرة المكلفة بالمطعم المدرسي، وأتخيل أمام عيني مي خناتة تلك المرأة بوشم بين عينيها، ونحن نقتني من دكانها الصغير حلويات وخروب وغيرها، وبعد ذلك درست بإعدادية محمد الرافعي وكانت آخر سنة للتكوين المهني بها في الموسم الدراسي 1968 / 1969 ثم انتقلت إلى ثانوية أبي شعيب الدكالي وكنت قد أحرزت الباكلوريا بميزة في أول فوج للباكلوريا بهذه الثانوية العريقة، وواصلت دراستي بكلية الحقوق بالرباط، على يد جهابذة القانون، وأذكر منهم شكري السباعي والسنتيسي ومامون الكزبري وخالد عبيد والعلوي والبوزيدي والمكي الناصيري».
ويتذكر أنه كان ضمن جمعية النهضة للمسرح، التي كان يترأسها عبد الحكيم ابن سينا، وأنه مثل في مسرحية «القرودة في المصيدة».
لما تخرج مكار من كلية الحقوق أحرز الأهلية في المحاماة سنة 1978 لكن نظام التجنيد الإجباري أدخله الأكاديمية العسكرية بمكناس وهي المرحلة التي يحكي عنها ” كانت مهمة في حياتي، فبعد التدريب بالأكاديمية، عينت بأكادير وبالصحراء المغربية، وأشرفت على تنقيل وحدات عسكرية مغربية من رمرم بمراكش إلى بويزكارن، وضمنها وحدة أحد ووحدة الزلاقة كان نهاية 1978 وبداية 1979 وهنا ما زلت أذكر أن الجيش المغربي أدخل أسلحة متطورة ومنها ” الكلاشينكوف»، التي تساير طبيعة الرمال».
بعد إنهاء التجنيد الإجباري «أديت القسم في البيضاء لأنها الهيأة التي كانت تتبع لها الجديدة، تلقيت تمريني بمكتب المرحوم النقيب يحيى العربي، وفي نفس يوم التحاقي به كلفني بالنيابة عنه في ملفين بمحكمة “السدد» يهمان قضايا أحوال شخصية».
وأضاف النقيب مكار، “وفي الحقيقة طيلة مساري المهني نهلت من تجربة كل نقباء هيأة الجديدة ونقباء آخرين على الصعيد الوطني، وانتخبت عضوا في الجمعية الوطنية لهيآت المحامين بالمغرب، وشعاري كان دائما وأنا أمارس مهام “النقيب»، هو أن من يتأمل في قوانين المهنة وأنظمتها، يخرج بخلاصة أن النقيب يحمي المحامي من نفسه ومن غيره، ومجلس الهيأة يحمي حقوق المحامي ويسائله عن واجباته، وكنت دائما أردد أن فلسفة الحقوق تقابلها فلسفة الواجبات، وأن المحامين قضاة لا يحكمون، والقضاة محامون لا يرافعون، وأفتخر بإسهامي وزملائي في إنجاح محطة المؤتمر 29 لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، الذي احتضنته الجديدة في ماي من 2016».
دورة حقوقية بجنيف
طيلة ما قضاه من سنوات في المحاماة يتذكر العديد من القضايا، التي ترافع فيها “رسخت بذهني قضية الدفاع عن حدث عمره 12 سنة اتهم بقتل زميله في الدراسة، وأثناء تقديمه أمام النيابة العامة، ظهر لي تعرضه للتعذيب فطلبت خبرة عليه، جاءت في غير صالحه وانتزعنا خبرة مضادة مثبتة للتعذيب، ونال البراءة واستأنفت النيابة العامة الحكم، وأحيل على المحاكمة وعوقب بخمس سنوات، وطعنت بالنقض وبعد مسلسل طويل نال البراءة، وسنه آنذاك وصل 22 سنة، وهذه القضية أثيرت بدورة حقوقية بجنيف.
تعليقات 0