قراءة نقدية في مسرحية “غريب ” لمخرجها سعيد كرامو
بدعم من مسرح محمد الخامس تم عرض مسرحية “غريب” لفرقة ربيع الابداع بمسرح الحي البرتغالي يوم السبت 17يونيو 2022 ، ولقد دبَّجَ المخرج والمبدع سعيد كرامو عرضه المسرحي”غريب”، بكوريغراف من أداء الفنان بدر هاشم الذي يغلب عنه طابع التيه -مصحوبة بتقاسيم عودية-، وكأنه يبحث عن خِرّٕيتٍ يخرجه من عزلته تلك، فيهيأ إلينا وكأنه قد حمل في يديه ضالته، وهو واقف أمام مكتبة قد زينة الفضاء الركحي وأدَّت وظيفتها المرغوبة من حيث الرّمز الذي يوحي إلى بيت السيد “عباس” الذي أداه المبدع الريشة زهير برتال ، وهو ذلك الرجل الذي عايش النكسة وجمع بين ضفتي قلبه حيوات في حياة واحدة، عنوانها الغربة والعزلة واللآ أنيس، سوى رفوف مكتبته التي تحتوي على كل ما يحب من كتب، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر كتب الكاتب جبران خليل جبران و المسرحي الطيب الصديقي..الخ، بعدها نفاجأ بدخول شخصية “غريبة” من أداء فراشة الخشبة، مريم صوفي ، ضيفة عباس التي كان لها الفضل في توالي الأحدات وخلق حبكة وعقد ساعدت في تصعيدها الى وصول ذروتها، وإستطاعت هاته الأخيرة -غريبة- أن تعرفنا بشخصية عباس وما عاشه في حياته منذ طفولته وهو تلميذ، ويمكننا القول أن عباس كان من المثقفين القلائل الذين يتمتعون بالوعي الشقي..، أما عن الكتابة الثالث “السينوغرافيا” التي سهر على تأليفها المبدع؛ المصطفى رضوان وقد كانت جد موفقة من حيث الديكور وتوظيفه، والإضاءة ووقت تسليطها في الزمكان المناسب..أما عن النص الذي خطته أنامل مبدع، إستطاع أن يوظف درر من الكلِمِ المرصع الذي يحمل دلالات مختلفة، وبلغة راقية وشاعرية تم إنتقاؤها بعناية فائقة من الخزان الإبداعي والوجداني الذي يتمتع به مؤلف نص المسرحية، وهو الكاتب الرائق الأستاذ شكيب عبد الحميد ، وحتى لا ننسى الإضاءة والصوتيات الموسيقية التي أدت الغرض المنشود وزيادة، والذي سهر عليهما كل من الفنان أحمد بركال، والفنان نبيل البلوطي .
كتبه وحرره الطالب المسرحي: عثمان بنحدوا عوالم
تعليقات 0