“ليتني كنت شابا أقاتل معهم”.. طه عبد الرحمان: ” طوفان الأقصى انبعاث جديد للأمة واستئناف للحضارة
يذهب الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن إلى أن “طوفان الأقصى هو استئناف جديد للحضارة، وانبعاث جديد للأمة، وميلاد جديد للإنسان”.
ويقوم هذا الانبعاث حسب عبد الرحمان، من خلال “قيم جديدة يكتشف فيها المرء ذاته فيغوص إلى أعماقها، ليتصل ظاهره بباطنه، وعاجله بآجله، ومفاهيم جديدة يتلمس فيها حريته في ظل شيوع قيم التعبيد للإرادة الإسرائيلية، وشروط جديدة يستعيد فيها فطرته في واقع شاعت فيه قيم الضلال”.
جاء ذلك في نص حوار بين الفيلسوف طه عبد الرحمان والباحث في السياسية الشرعية الفلسطيني محمود النفار، نشر على الموقع الرسمي لـ “مركز الحضارة للدراسات والبحوث”.
ونقل النفار عن طه عبد الرحمان قوله، “ليتني كنت شاباً أقاتل معهم، هذا هو الزمان الذي يستحق الحياة، وهذه هي اللحظات التي ينبغي أن تغتنم، لحظات قرب من الحياة لا يتمنى الإنسان حياة إلا سواها”.
وعلاقة بالتطبيع يرى عبد الرحمان أن “تخاذل الأمة يدمي القلب، خاصة تخاذل المثقفين، معتبرا أن عدداً كبيراً من المثقفين قد خانوا الأمانة وخانوا الثقافة. وأنه “لولا التطبيع ما أقدمت دولة الاحتلال على ما أقدمت عليه، ولو أن الدول المطبعة اتخذت موقفاً لتوقفت تلك الهجمات الإجرامية”.
ويعتبر طه أن “المقاومة الفلسطينية تكتب اليوم تاريخ الأمة، وتقود الإنسانية نحو النور بما ينفتح بصنيعها من عقول، وما يقع وسيقع جراء فعلها المبهر من مراجعات ذاتية: فردية وجماعية، وهي بحق استئناف راشد للعطاء المتواصل، وتوريث إبداعي للطاقة المتجددة في مسارات التاريخ الإسلامي والإنساني”.
وبحسب الفيلسوف فإن المقاوم الفلسطيني اليقظ قد انتهض لحمل الأمانة ببراعة، وتحمل هذه المسؤولية بإحسان، فحملها خير حمل، وقام بها خير قيام، بل إنه واحد لا ثاني له في هذا الزمان، معربا عن اعتقاده أنّ أعظم مظهر للعقل العربي والإسلامي في العصر الحديث هو ما تجسد في طوفان الأقصى.
ونبه الفيلسوف المغربي إلى أنه “وإن كانت قليلة العديد إلا أنها عظيمة الأمانة، وشريفة الإرادة، لأنها تعيد تأسيس القيم على الصفات الإلهية، وتعيد تأسيس الإسلام على الصبغة المقدسية، وتعيد تأسيس الروح على القرب الإلهي، وإن بقاء الأمة اليوم وفي الغد مرهون ببقاء المقاومة، وهزيمتها لا قدر الله إيذان بفناء الأمة”.
ويضيف “إن الطريقة التي يمكن لأمتنا اليوم أن تساهم فيها في البناء الحضاري والتجديد الإنساني هي الجهاد، وليس أي سبيل آخر، وحتى يرى هذا الإسهام النور لا بد أن تتحمل مسؤوليته فئة من الأمة”.
تعليقات 0