مزاكان نيوز

مؤسسات التعليم الخاص بالجديدة و نفخ نقاط التلاميذ

 عرفت مدينة الجديدة,في السنوات العشر الاخيرة  وعلى غرار باقي مدن المملكة، تزايدا في عدد مؤسسات التعليم الخاص وهو ما تزايد معها الإقبال على مدارس القطاع الخاص، باعتبار أنَّ جودة التعليم بها أفضل من نظيرتها في مدارس التعليم العمومي، وتفتح آفاقا أرحبَ للتلاميذ، بالنظر إلى النقط المرتفعة التي يحصلون عليها؛ فإنّ طريقة احتساب النقط في هذه المدارس تثير أكثر من علامة استفهام.

فإذا كانت النقط التي يحصل عليها تلاميذ المؤسسات التعليمية الخاصة مرتفعة، فإنّها قدْ لا تعكس المستوى المعرفي والتكويني الحقيقي لهؤلاء التلاميذ. وحسبَ إفادة أستاذ للرياضيات يُدرّس في إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة ، فإنَّ “النَّفخ” في النقط في المدارس الخاصة “باتَ قاعدة أساسية عند غالبية مؤسسات التعليم الخاص بالجديدة “.

وأوضح في نفس الوقت أنَّ إدارات عدد من المؤسسات التعليمية الخاصة ترفُض أيّة نقطة تُمنح للتلاميذ من لدن الأساتذة أقلَّ من 10 على 20؛ مضيفا أنّ “النفخ” في النقط يكثر في الأقسام الإشهادية، خاصة الثالثة إعدادي والثانية باكالوريا.

وتُبرز نماذج من نتائج تلاميذ إحدى المؤسسات التعليمية الخاصة في الجديدة وجودَ تفاوُت كبير جدا بين نقط المُراقبة المستمرة التي حصل عليها التلاميذ وبين النقط التي حصلوا عليها في الامتحان الموحد؛ ذلك أنه في المراقبة المستمرة يحصلون على نقط تتراوح بين 11 إلى 16 على 20، بينما لم تتجاوز في الامتحان الموحد 8 على 20 في أحسن الحالات.

ومن بين نماذج هذا التفاوت الكبير تلميذ حصل على نقطة 15.03 على عشرين في المراقبة المستمرة في إحدى المواد، وفي الامتحان الموحد لم يحصل سوى على 4 على 20 في المادة نفسها. في نتيجة أخرى، تظهر “السريالية” في منْح النقط لتلاميذ مؤسسات التعليم الخاص، إذ حصل تلميذ على نقطة 17.5 على 20 في المراقبة المستمرة، بينما لم يحصل سوى على نقطة 1 على 20 في الامتحان الموحد.

وفيما تعجُّ خانة نقط المراقبة المستمرة في النتائج بنُقط مرتفعة جدا تتراوح بين 12 على 20 وبين 18 على 20، فإنَّ خانة ملاحظات الأساتذة في الامتحان الموحّد تحفل بملاحظات مثل “عمَل دون المستوى”.. “عمل ضعيف جدا”.. وهو ما يدلُّ على أنّ النقط التي يحصلون عليها في المراقبة المستمرة لا يعكس المستوى الدراسي الحقيقي، الذي ينفضح حين يجد التلميذ نفسه وحيدا أمام ورقة الامتحان الموحد.

ويُكون النفخ في النقط في جميع المواد، حيث لا يقبل من أستاذ السنة الثانية الباكلوريا نقط أقل من 16 على 20، كما يتمّ “التخفيف” على التلميذ، إذ لا تُدرَّس له المواد التي لا يُمتحن فيها في الباكلوريا، والتي تكون المراقبة المستمرة فيها عند مؤسسات تعليمية خاصة عبارة عن فروض منزلية أو فروض شكلية غير محروسة داخل الفصل، حتى يتمكن التلميذ من الحصول على نسبة الـ25 في المائة المخصصة للمراقبة المستمرة في عملية التقويم النهائي بالباكالوريا.
وبالمقابل سبق لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أن أصدرت قرارات عقابية ضد 32 مؤسسة للتعليم المدرسي الخصوصي، وذلك بعدما ثبت في حقها تخويل تلميذات وتلاميذ “نقطا غير مستحقة” في فروض المراقبة المستمرة برسم الموسم الدراسي قبل الماضي ..
كما أسفر بحث احرته وزارة التربية الوطنبة عن تسجيل فروقات في متوسط النقط المحصل عليها من طرف التلميذات والتلاميذ بين مكون المراقبة المستمرة من جهة، ومكوني الامتحان الجهوي والامتحان الوطني من جهة أخرى، تفوق 10 نقط كمتوسط على صعيد المؤسسة ككل ..
وبالتالي تحول قطاع التعليم الخاص لدى البعض إلى مجرد استثمار الهدف منه الربح المادي، دون مراعاة لأهدافه التربوية وكونه بديلا لما يعيشه التعليم العمومي من إخفاقات. ودون اعتبار لما يتعرض له الآباء والأمهات من استنزاف مالي وهدر لمستقبل أطفالهم..