مزاكان نيوز

ماشي سنترال بالجديدة “الشوهة”

لم‭ ‬يعد‭ “‬مارشي‭ ‬سنترال‭” ‬بقلب‭ ‬الجديدة،‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬الجذاب‭ ‬الذي‭ ‬يقصده‭ ‬أهلها‭ ‬والزوار،‭ ‬والذي‭ ‬يذكر‭ ‬بماض‭ ‬جميل‭ ‬يحيل‭ ‬على‭ ‬تعايش‭ ‬ديانات،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬زمن‭ ‬قريب‭ ‬يغري‭ ‬بتذوق‭ ‬أسماك‭ ‬طرية‭ ‬من‭ ‬مصايد‭ ‬بالشريط‭ ‬البحري‭ ‬الممتد‭ ‬من‭ ‬سيدي‭ ‬بو‭ ‬النعايم‭ ‬حتى‭ ‬أولاد‭ ‬غانم‭..

كل‭ ‬شيء‭ ‬تغير‭ ‬نحو‭ ‬الأسوأ‭ ‬عندما‭ ‬امتدت‭ ‬أيادي‭ ‬العبث،‭ ‬مغيرة‭ ‬جمالية‭ “‬المارشي‭” ‬بتعديلات،‭ ‬فقدت‭ ‬معها‭ ‬مصلحة‭ ‬الممتلكات‭ ‬ببلدية‭ ‬الجديدة،‭ ‬بوصلة‭ ‬تتبع‭ “‬تفويتات‭ ‬غير‭ ‬قانونية‭”. ‬نحن‭ ‬في‭ ‬رحاب‭ ‬مساحة‭ ‬تجارية‭ ‬عمرها‭ ‬92‭ ‬سنة،‭ ‬لا‭ ‬تتوفر‭ ‬على‭ ‬واد‭ ‬حار‭ ‬ولا‭ ‬مراحيض،‭ ‬مليئة‭ ‬بالأزبال‭ ‬والقطط‭ ‬والكلاب،‭ ‬ومرتع‭ ‬سكارى‭ ‬يعاقرون‭ ‬الخمر‭ ‬كلما‭ ‬أسدل‭ ‬الليل‭ ‬ستاره‭…‬

شيء‭ ‬من‭ ‬التاريخ

بوسط‭ “‬المارشي‭” ‬لوحة‭ ‬بمثابة‭ ‬شهادة‭ ‬ميلاده،‭ ‬مكتوب‭ ‬عليها‭ ‬أسود‭ ‬على‭ ‬أبيض،‭ ‬أنه‭ ‬بتاريخ‭ ‬1932‭ ‬تفضل‭ “‬روني‭ ‬مورو‭” ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬للأشغال‭ ‬البلدية‭ ‬برفقة‭ ‬مواطنه‭ ‬كريل‭ ‬المهندس‭ ‬البلدي،‭ ‬بتدشين‭ “‬مارشي‭ ‬سنترال‭” ‬إيذانا‭ ‬بفتحه‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬أجانب‭ ‬الجديدة‭.‬كان‭ ‬تشييد‭ “‬المارشي‭” ‬رغبة‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬مساحة‭ ‬تجارية‭ ‬لرعاياها‭ ‬القاطنين‭ ‬بالجديدة،‭ ‬وقر‭ ‬رأيها‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بدرب‭ ‬الضاية‭ ‬المتاخم‭ ‬للقلعة،‭ ‬غير‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬حي‭ ‬بلاطو‭ ‬الراقي‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬به‭ ‬فيلات‭ ‬يسكنها‭ ‬فرنسيون‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬كثيرة‭ ‬وأساسا‭ ‬في‭ ‬التدريس‭.‬

وكان‭ “‬المارشي‭” ‬غير‭ ‬مقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬الأسماك،‭ ‬بل‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬الأجانب‭ ‬وبه‭ ‬محلات‭ ‬لبيع‭ ‬المشروبات‭ ‬الكحولية،‭ ‬فيما‭ ‬كانت‭ ‬الواجهة‭ ‬الخارجية‭ ‬لـ‭ “‬المارشي‭”‬،‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬أقواس‭ ‬جميلة‭ ‬يعرض‭ ‬فيها‭ ‬أهل‭ ‬البادية‭ ‬منتوجاتهم‭ ‬من‭ ‬دجاج‭ ‬وبيض‭ ‬وزبادي‭ ‬وغيرها،‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك‭ ‬كل‭ ‬صباح‭ ‬إلى‭ ‬الزوال‭ ‬وبعدها‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬تنظيف‭ ‬المجال‭ ‬استعدادا‭ ‬لصباح‭ ‬جديد‭.‬

وكان‭ “‬المارشي‭” ‬يقدم‭ ‬خدماته‭ ‬لمغاربة‭ ‬من‭ ‬علية‭ ‬القوم،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يباح‭ ‬للعموم‭ ‬نهاية‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬طغيان‭ ‬العشوائية‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ‬حافظ‭ “‬المارشي‭” ‬على‭ ‬بعض‭ ‬خاصياته،‭ ‬وظل‭ ‬يلبي‭ ‬حاجيات‭ ‬فرنسيين‭ ‬استمروا‭ ‬بالجديدة‭ ‬يؤدون‭ ‬مهامهم،‭ ‬لأن‭ ‬بلادنا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬بعد‭ ‬انخرطت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ “‬مغربة‭” ‬الأطر،‭ ‬واستمر‭ ‬الحال‭ ‬حتى‭ ‬مشارف‭ ‬تسعينات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬لما‭ ‬شد‭ ‬الأجانب‭ ‬الرحال‭ ‬نحو‭ ‬أوربا،‭ ‬تاركين‭ ‬بناية‭ ‬تاريخية‭ ‬تشهد‭ ‬أنهم‭ ‬مروا‭ ‬ذات‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬هنا‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬ساد‭ ‬الاعتقاد‭ ‬أن‭ “‬مارشي‭ ‬سنترال‭” ‬الذي‭ ‬انتقلت‭ ‬بقوة‭ ‬القانون‭ ‬ملكيته‭ ‬إلى‭ ‬بلدية‭ ‬الجديدة،‭ ‬ستتم‭ ‬المحافظة‭ ‬عليه‭ ‬بالتصميم‭ ‬والجمالية‭ ‬نفسها،‭ ‬كانت‭ ‬معاول‭ ‬العشوائية‭ ‬أعتى‭ ‬لما‭ ‬امتدت‭ ‬إليه‭ ‬محدثة‭ ‬تغييرات،‭ ‬ضربت‭ ‬جماليته‭ ‬في‭ ‬الصميم‭ ‬وذلك‭ ‬كله‭ ‬بمباركة‭ ‬من‭ ‬منتخبين‭ ‬وأخرى‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬قسمي‭ ‬الممتلكات‭ ‬بالبلدية‭ ‬والتعمير‭..

‬تعديلات‭ ‬مهددة‭ ‬لسلامة‭ ‬الناس

باقتراب‭ ‬2000‭ ‬نحت‭ ‬بناية‭ “‬المارشي‭” ‬بشكل‭ ‬فظيع‭ ‬نحو‭ ‬تعديلات‭ ‬غير‭ ‬مقبولة،‭ ‬تتحمل‭ ‬فيها‭ ‬أقسام‭ ‬التعمير‭ ‬والرخص‭ ‬التجارية‭ ‬والممتلكات‭ ‬ببلدية‭ ‬الجديدة‭ ‬مسؤولية‭ ‬تاريخية،‭ ‬عندما‭ ‬غضت‭ ‬الطرف‭ ‬عن‭ ‬تحويل‭ ‬الأقواس‭ ‬الخارجية‭ ‬إلى‭ ‬محلات‭ ‬تجارية‭ ‬وخدماتية،‭ ‬والترخيص‭ ‬بتحويل‭ ‬دكاكين‭ ‬لبيع‭ ‬الأسماك‭ ‬إلى‭ ‬مطاعم‭ ‬متخصصة‭ ‬فيها،‭ ‬بإدخال‭ ‬تغييرات‭ ‬على‭ ‬التصاميم‭ ‬الأصلية‭ ‬التي‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬1932،‭ ‬بل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬لحد‭ ‬الآن،‭ ‬ويدق‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ذلك‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر‭ ‬حول‭ ‬لجوء‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬إزالة‭ ‬سواري‭ ‬ودعامات،‭ ‬تحمل‭ ‬عليها‭ ‬سقوف‭ “‬المارشي‭” ‬المتهالكة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تعرف‭ ‬الصيانة‭ ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬ليس‭ ‬بالقصير‭.‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬باستعجال‭ ‬كبير‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬إقليمية‭ ‬مختلطة،‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬أشغال‭ ‬البناء‭ ‬المعدلة‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المرتفقين‭ ‬والعاملين‭ ‬بـ‭ “‬المارشي‭”‬،‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬شيخوخة‭ ‬البناية‭ ‬التي‭ ‬تقارب‭ ‬التسعين‭ ‬سنة،‭ ‬تفرض‭ ‬صيانة‭ ‬دورية،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬حتى‭ ‬نبتت‭ ‬الطفيليات‭ ‬بسقيفة‭ “‬المارشي‭”.‬ولا‭ ‬يقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد،‭ ‬بل‭ ‬تعداه‭ ‬لتطاول‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬ممرات‭ ‬الراجلين،‭ ‬وتحويلها‭ ‬مجالا‭ ‬تابعا‭ ‬لمحلاتهم‭ ‬أمام‭ ‬صمت‭ ‬رهيب‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬المقاطعة‭ ‬الإدارية‭ ‬الثانية‭ ‬صاحبة‭ ‬الاختصاص‭ ‬الترابي،‭ ‬ما‭ ‬هيأ‭ ‬ظروفا‭ ‬مواتية‭ ‬لحالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬مثيل،‭ ‬تولد‭ ‬الانطباع‭ ‬لدى‭ ‬الزوار‭ ‬أننا‭ ‬في‭ “‬زمن‭ ‬السيبة‭”‬،‭ ‬خاصة‭ ‬بتحويل‭ ‬الأرصفة‭ ‬العمومية‭ ‬ضمن‭ ‬ممتلكات‭ ‬خاصة‭ ‬لمتاجر‭ ‬ومطاعم،‭ ‬وحرمان‭ ‬المرتفقين‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬سبق‭ ‬الإصرار،‭ ‬ودون‭ ‬ردع‭ ‬من‭ ‬سلطات‭ ‬المقاطعة‭ ‬الإدارية‭ ‬الثانية‭.‬بيع‭ ” ‬السوارت‭”‬‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬البلديةأضحت‭ ‬الوضعية‭ ‬الكرائية‭ ‬للمتعاقدين‭ ‬مع‭ ‬البلدية‭ ‬غير‭ ‬واضحة،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ظاهرة‭ “‬بيع‭ ‬الساروت‭” ‬بين‭ ‬المكترين‭ ‬من‭ ‬البلدية‭ ‬ومكترين‭ ‬جدد،‭ ‬وطرح‭ ‬تساؤل‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬قسم‭ ‬الممتلكات‭ ‬المفروض‭ ‬فيه‭ ‬صون‭ ‬حقوق‭ ‬الجماعة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات،‭ ‬سيما‭ ‬أن‭ ‬ثمن‭ ‬بيع‭ “‬السوارت‭” ‬أضحى‭ ‬بالملايين‭. ‬تساؤل‭ ‬يحيل‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬مكترين‭ ‬لم‭ ‬يسددوا‭ ‬ما‭ ‬بذمتهم‭ ‬للبلدية‭ ‬منذ‭ ‬عشرات‭ ‬السنين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أضحى‭ ‬يفرض‭ ‬على‭ ‬سلطات‭ ‬الوصاية‭ ‬التدخل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قسم‭ ‬الجماعات‭ ‬المحلية،‭ ‬لإرجاع‭ ‬الأمور‭ ‬إلى‭ ‬نصابها‭ ‬وتصحيح‭ ‬الوضعية‭ ‬الكرائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحوالي‭ ‬120‭ ‬دكانا‭ ‬بـ‭ “‬المارشي‭”‬،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬المكترين‭ ‬من‭ ‬عمدوا‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬البنية‭ ‬المعمارية‭ ‬لـ‭ “‬المارشي‭” ‬برمته،‭ ‬بإزالة‭ “‬حيطان‭” ‬دكاكين‭ ‬وإدماجها‭ ‬في‭ ‬بعضها،‭ ‬وتحويلها‭ ‬إلى‭ ‬مطاعم‭ ‬تفتقر‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬شروط‭ ‬السلامة‭ ‬الصحية،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬عدم‭ ‬التوفر‭ ‬على‭ ‬مراحيض‭ ‬ومحلات‭ ‬خاصة‭ ‬بالمستخدمين،‭ ‬وغياب‭ ‬مراقبة‭ ‬طبية‭ ‬دورية‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬توفر‭ ‬العاملين‭ ‬بـ‭ “‬المارشي‭” ‬على‭ ‬دفاتر‭ ‬صحية،‭ ‬تؤكد‭ ‬سلامتهم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأمراض‭ ‬المنقولة‭ ‬عبر‭ ‬الأطعمة‭ .‬

غياب‭ “‬واد‭ ‬حار‭”‬‭ ‬

بعد‭ ‬92‭ ‬سنة‭ ‬على‭ ‬بنائه‭ ‬لازال‭ “‬المارشي‭” ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬الواد‭ ‬الحار،‭ ‬ويعتمد‭ ‬في‭ ‬تصريف‭ ‬مياهه‭ ‬العادمة‭ ‬على‭ ‬حفر‭ ‬وعائية‭ ‬بوسطه‭ ‬تشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬المرتفقين،‭ ‬وآخر‭ ‬الحوادث‭ ‬سقوط‭ ‬فرنسية‭ ‬بإحداها‭.‬‭ ‬وتبقى‭ ‬مسؤولية‭ ‬ربط‭ “‬المارشي‭”‬‭ ‬بشبكة‭ ‬التطهير‭ ‬السائل،‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجماعة‭ ‬والوكالة‭ ‬المستقلة‭ ‬الجماعية‭ ‬لتوزيع‭ ‬الماء‭ ‬والكهرباء‭ ‬وتدبير‭ ‬التطهير‭ ‬السائل،‭ ‬بل‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ “‬المارشي‭” ‬لا‭ ‬يتوفر‭ ‬على‭ ‬مراحيض،‭ ‬وأن‭ ‬أغلبية‭ ‬الناس‭ ‬يقضون‭ ‬حاجاتهم‭ ‬بالتبول‭ ‬على‭ ‬حيطانه،‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬زواياها‭ ‬إلى‭ ‬مطارح‭ ‬نفايات‭ ‬حقيقية‭.‬ويتحمل‭ ‬القسم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بعمالة‭ ‬الجديدة،‭ ‬مسؤولية‭ ‬صون‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين،‭ ‬سيما‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬يقدم‭ ‬من‭ ‬وجبات‭ ‬ببعض‭ ‬المطاعم‭ ‬غير‭ ‬المتوفرة‭ ‬على‭ ‬أدنى‭ ‬وأبسط‭ ‬المعايير‭ ‬الوقائية‭ ‬،ومنها‭ ‬جودة‭ ‬الزيوت‭ ‬المستعملة‭ ‬في‭ ‬قلي‭ ‬الأسماك‭..

‬ويسجل‭ ‬غياب‭ ‬المراقبة‭ ‬باستمرار،‭ ‬ما‭ ‬شجع‭ ‬على‭ ‬تحول‭ “‬مارشي‭ ‬سنترال‭”‬،‭ ‬إلى‭ ‬محمية‭ ‬للقطط‭ ‬المنتشرة‭ ‬بكثرة‭ ‬وطيور‭ “‬عوا‭” ‬الباحثة‭ ‬عن‭ ‬أحشاء‭ ‬الأسماك‭ ‬والنفايات‭ ‬المتراكمة‭.‬وضع‭ ‬كهذا‭ ‬لا‭ ‬يسقط‭ ‬المسؤولية‭ ‬التقصيرية،‭ ‬عن‭ ‬قسم‭ ‬حفظ‭ ‬الصحة‭ ‬البلدي‭ ‬الذي‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬وضع‭ ‬مسافة‭ ‬مع‭ “‬المارشي‭” ‬منذ‭ ‬زمن‭ ‬ليس‭ ‬بالقصير،‭ ‬وترك‭ ‬الأمور‭ ‬تتفاقم‭ ‬بشكل‭ ‬رهيب،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬أصواتا‭ ‬تحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬أكثر‭ ‬للمصلحة‭ ‬البيطرية‭ ‬للبلدية،‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬القيام‭ ‬بحملات‭ ‬مباغتة‭ ‬لضبط‭ ‬المخالفين‭ ‬وإنزال‭ ‬العقوبات‭ ‬اللازمة‭ ‬في‭ ‬حقهم‭

.‬ليل‭ “‬المارشي‭”… ‬خمر‭ ‬وعربدة

ليل‭ “‬المارشي‭” ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬عن‭ ‬نهاره،‭ ‬فخلاله‭ ‬يتحول‭ “‬المارشي‭” ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬مناسب‭ ‬لمعاقرة‭ ‬الخمر‭ ‬وتناول‭ ‬المخدرات‭ ‬وإحداث‭ ‬عربدة‭ ‬مقلقة‭ ‬للجوار،‭ ‬ذلك‭ ‬يأتي‭ ‬نتاج‭ ‬عدم‭ ‬توفر‭ “‬المارشي‭” ‬على‭ ‬حارس‭ ‬ليلي،‭ ‬يصون‭ ‬حرمته‭ ‬ويمنع‭ ‬من‭ ‬تحويله‭ ‬ملاذا‭ ‬مفضلا‭ ‬للخارجين‭ ‬عن‭ ‬القانون،‭ ‬فيما‭ ‬ترتفع‭ ‬أصوات‭ ‬مطالبة‭ ‬أمن‭ ‬المدينة‭ ‬بضرورة‭ ‬دوريات‭ ‬مراقبة‭ ‬ليلية،‭ ‬تدخل‭ “‬المارشي‭”‬‭ ‬ضمن‭ ‬جولاتها‭ ‬الأمنية،‭ ‬أملا‭ ‬في‭ ‬تطويق‭ ‬سلوكات‭ ‬مرفوضة‭ ‬بداخله‭.‬وفي‭ ‬النهار‭ ‬يسجل‭ ‬المرتفقون‭ ‬طغيان‭ ‬خرق‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬سيارات‭ ‬وشاحنات‭ ‬ودراجات‭ ‬نارية،‭ ‬تخترق‭ ‬قانون‭ ‬منع‭ ‬الولوج‭ ‬ولا‭ ‬تعير‭ ‬اهتماما‭ ‬للعلامات‭ ‬المشيرة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬مخفر‭ ‬شرطة‭ ‬ببوابة‭ “‬المارشي‭”‬،‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬خدماته‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬التفعيل،‭ ‬لردع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السلوكات‭ ‬الضارة‭ ‬بـ‭ “‬المارشي‭” ‬بصفة‭ ‬عامة‭

.‬مطرح‭ ‬نفايات

يضرب‭ “‬المارشي‭” ‬المثل‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬النظافة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بداخله‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬أيضا‭ ‬بمحيطه‭ ‬الذي‭ ‬تحول‭ ‬في‭ ‬زاويتين‭ ‬مطلتين‭ ‬على‭ ‬شارعي‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬وامحمد‭ ‬الرافعي‭ ‬إلى‭ ‬مطرح‭ ‬نفايات‭ ‬حقيقي،‭ ‬تتخلص‭ ‬فيه‭ ‬المتاجر‭ ‬والمطاعم‭ ‬من‭ ‬نفاياتها‭ ‬اليومية،‭ ‬وأيضا‭ ‬يضع‭ ‬فيه‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬القلعة‭ ‬ودرب‭ ‬الضاية‭ ‬المجاورين‭ ‬نفاياتهم‭ ‬المنزلية،‭ ‬ما‭ ‬ولد‭ ‬الانطباع‭ ‬بوجود‭ ‬تجاوزات‭ ‬فعلية‭ ‬مخلة‭ ‬بالبيئة،‭ ‬ومزعجة‭ ‬أحيانا‭ ‬لجوار‭ “‬المارشي‭”‬،‭ ‬خاصة‭ ‬لمدرسة‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬ولصيدليات‭ ‬وعيادات‭ ‬أطباء‭ ‬ومحلات‭ ‬خدماتية‭.‬أين‭ ‬البلدية‭ ‬والسلطة؟لا‭ ‬يمكن‭ ‬وصف‭ ‬الحالة‭ ‬التي‭ ‬أضحى‭ ‬عليها‭ “‬مارشي‭ ‬سنترال‭” ‬إلا‭ ‬بـ‭ “‬الشوهة‭”‬،‭ ‬وهي‭ ‬كلمة‭ ‬تختزل‭ ‬واقع‭ ‬الحال‭ ‬بهذه‭ ‬المساحة‭ ‬التجارية‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬رمزيتها‭ ‬التاريخية،‭ ‬التي‭ ‬أضعفتها‭ ‬سلوكات‭ ‬منحرفة‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬عنها‭ “‬سايبة‭”‬،‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬بالضرورة‭ ‬وضع‭ ‬واقع‭ ‬‭”‬المارشي‭” ‬على‭ ‬أجندة‭ ‬مدبري‭ ‬الشأن‭ ‬المحلي‭ ‬بالجديدة،‭ ‬وأيضا‭ ‬سلطات‭ ‬المقاطعة‭ ‬الإدارية‭ ‬الثانية،‭ ‬للقطع‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬السلبيات‭ ‬وتصحيح‭ ‬الأوضاع‭ ‬بـ‭ “‬المارشي‭”‬،‭ ‬وإعادته‭ ‬إلى‭ ‬الوضعية‭ ‬الطبيعية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬له،‭ ‬واحدا‭ ‬من‭ ‬المساحات‭ ‬التجارية‭ ‬المتميزة‭ ‬بالجديدة…

‬الكرة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬مربع‭ ‬البلدية‭ ‬والسلطة،‭ ‬فهما‭ ‬معا‭ ‬غائبتان‭ ‬عن‭ ‬تدبير‭ ‬شؤون‭ ‬هذه‭ ‬المعلمة‭ ‬التاريخية‭.

.‬إنجاز‭: ‬عبدالله‭ ‬غيتومي‭ (‬الجديدة‭) ‬