“مليار” يرخي بظلاله على جنايات الجديدة
انطلقت جلسة غرفة الجنايات الابتدائية بالجديدة، أخيرا، وسط وضع استثنائي أوحى بأن باقي القضايا التي ستعرض على هيأة يترأسها حمزة الحبيب، ستكون هي الأخرى استثنائية. من دون شك استأثرت قضية سرقة مليار من فيلا باهتمام وتتبع الرأي العام المحلي والوطني، على خلفية المتابعات المسطرة فيها بداية من قبل الوكيل العام للملك باستئنافية الجديدة، ومرورا بجلسات استنطاق ابتدائي وتفصيلي لدى قاضي التحقيق، ما ينقصها سوى شوط أخير من البوح، لمعرفة مصير المبلغ المسروق، الذي ظل إلى اليوم لغزا يحير الجميع.
من البوابة الرئيسية لقصر العدالة تظهر الجهود المبذولة، من قبل محمد أنيس الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة، ورشيد محمود الرئيس الأول بها، لتجفيف محيط قصر العدالة من سماسرة المحاكم.
حضور استثنائي
عاينا أن الولوج إليها لم يكن متيسرا للجميع، وأن رجال أمن مؤازرين بأفراد من القوات المساعدة، يتأكدون من هويات المترددين على المحكمة، سيما أن يوم المحاكمة يعد من الأيام التي تسجل توافدا كبيرا، سيما من قبل عائلات متابعين في قضايا جنائية.
وبداخل القاعة توزع رجال أمن على أماكنهم، بينما كان أحدهم يحمل ورقة عليها جدول لأهم القضايا المعروضة على أنظار المحكمة في ذلك اليوم، وتتضمن أسماء المعتقلين على ذمتها، وبين الفينة والأخرى، كان أمني آخر يخبره كل دقيقة، بوصول هؤلاء المعتقلين عبر دفعات من السجن المحلي بسيدي موسى، وفي كل مرة كان يضع علامة على أسمائهم.
وداخل القاعة خصصت ثلاثة صفوف أمامية لهيأة الدفاع، وقبل انطلاق الجلسة كانت إحدى النساء تتناول عصيرا وقطعة من ” الكيك” كانت هي وجبة فطورها الذي أحضرته معها إلى جلسة ، وهي التي يظهر أنها انطلقت في الفجر، من إحدى بوادي دكالة نحو الجديدة .
سرقة وقتل
رن جرس العدالة ووقف الجميع احتراما للهيأة، التي فضل رئيسها أن يبدأ بالملفات المتعلقة بمتابعين في حالة سراح، قبل أن يأمر بإفراغ القاعة من الحاضرين، لما وصل إلى قضية يتابع فيها قاصرون. استمر التجمهر أمام البوابة الخشبية لقاعة الجلسات رقم 1، لمدة جاوزت الثلاثين دقيقة قبل فتحها مجددا أمامهم .
نادى حمزة الحبيب على شاب في مقتبل العمر متهم بسرقة موصوفة، سأله ” هل ستوكل محاميا للنيابة عنك ” أجاب بالنفي، وهي اللحظة التي تناول فيها رئيس الهيأة جدولا اختار منه محاميا له في إطار المساعدة القضائية.
توالت بعد ذلك قضايا معتادة، بعدها استقطعت الهيأة وقت استراحة لمدة عشر دقائق، وعادت متأهبة لقضية تتعلق بالقتل العمد مع سبق الإصرار والتخدير والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض المؤديين إلى عاهة مستديمة، وتفاصيلها وردت بمحضر الشرطة القضائية رقم 779 المؤسس على جريمة قتل وقعت بساحة عبد الكريم الخطابي بتاريخ 11 أبريل 2024 راح ضحيتها “ع د”، المعتدى عليه من قبل شخصين في حالة اعتقال طالب قاضي التحقيق بإعمال الفصول 392 و 394 و402 من القانون الجنائي في حقهما. وبعد الـتأكد من هويتيهما، التمس دفاعهما مهلة استجابت لها المحكمة في موعد حدد في 17 من الشهر الجاري .
عصابة المليار
فتح باب غرفة الاعتقال وخرج منه شابان ورجل خمسيني وامرأة ستينية، اشرأبت الأعناق نحوهم لأن الأمر يتعلق بعصابة سطت على فيلا طبيب بحي كاليفورنيا الراقي بالجديدة، في ماي الماضي، بعد مراقبة ذهاب الطبيب وإخوته إلى العمل، في وقت كانت بالفيلا والدتهم العجوز التي لم يصيبوها بأذى.وكانت خطتهم أنهم طرقوا باب الفيلا لمرات متعددة، وعندما لم يتلقوا جوابا تأكدوا فعلا أنها فارغة، لحظتها دلفوا إليها متخذين الاحتياطات اللازمة حيال كاميرات الجوار، وبعد أن فتشوا أركانا من الفيلا استولوا على مبلغ يقارب “المليار” كان مخبأ في دولاب بأحد غرفها و على حلي ومجوهرات وهاتف محمول، كان هو معبر الشرطة القضائية للجديدة، التي تمكنت من خلاله إيقاف الشابين أولا ببرشيد حيث دلاها على الشخص الثالث، ومكان إخفاء المبلغ المسروق في حفرة ببني ملال. ولما انتقل محققون إلى الحفرة، عثروا فقط على 130 مليون سنتيم من المبلغ المسروق، وتكتم الضالعان في السرقة عن الباقي بينما ألقي القبض على والدة أحدهما متلبسة بحلي من المجوهرات المسروقة ، وظل السؤال الذي يتردد برجع صدى قوي بأرجاء قاعة الجلسات” أين أخفى أفراد العصابة بقية المبلغ المسروق ؟”
هو السؤال الذي ظل معلقا بدون جواب بعدما ارتأى رئيس الهيأة أن القضية غير جاهزة للمناقشة، وحدد لها موعدا آخر بجلسة من المقرر عقدها، غدا الثلاثاء، عساها تجيب عن سؤال ذلك الشخص الذي تساءل ” آش دارو بهاد الفلوس؟”.
عبد الله غيتومي
تعليقات 0