الوالي امهيدية في زيارة لمطرح النفايات بسعد الذراع يدعو الى إنهاء مشكل هذه البؤرة السوداء
في إطار زياراته، التي يحاول بها الوالي الجديد محمد امهيدية من خلال لأقالبم جهة الدارالبيضاء-سطات، لنفض الغبار عن ملفات عمرت كثيرا دون أن تجد طريقا للحل، ومن بينها مطرح الأزبال بجماعة مولاي عبدالله، التي تنبعث منه روائح كريهة إلى ساكنة كل من جماعة مولاي عبد الله و مدينة الجديدة…
امهيدية بعد اجتماعات مطولة مع مسؤولي مدينة الجديدة اليوم بمقر عمالة الجديدة، قرر التحرك للميدان، إذ قام بزيارة تفقدية إلى مكان مطرح سعد الذراع ، بمعية محمد سمير الخمليشي عامل إقليم الجديدة وجمال بربيعة رئيس مؤسسة “٠ بيئتي حياتي ” والمهدي الفاطمي رئيس جماعة مولاي عبد الله ورؤساء المصالح الخارجية..
ولإنهاء هذه النقطة السوداء التي تفسد صورة عاصمة دكالة ، وجه امهيدية تعليمات صارمة من أجل إيجاد حل لمخلفات المطرح، التي تسبب روائح كريهة.
ودعا الوالي إلى الإسراع في إيجاد حل واقع وجذري لهذه الآفة التي تهدد صحة الجديديين، إلى ذلك
تواجه اليوم اهل الحل والعقد بعاصمة دكالة معضلة حقيقية ،وتجبرهم على السير بخطى حتيتة والدخول في سباق ضد عقارب الساعة، لاستباق المخاطر البيئية المحدقة بعد أن بلغ مطرح النفايات بسعد الذراع درجة لم يعد معها قابلا لاحتضان واستيعاب المزيد من النفايات.
وحسب مصادر مطلعة، فإن مطرح الأزبال امتلأ بشكل تام، قبل شهور، وأصبح يشكل خطرا على ساكنة المناطق المجاورة ،وبالتالي بات من الضروري إيجاد بدائل تمكن من الخروج من النفق، وتسمح باستيعاب إفرازات المدينة من الأزبال والنفايات..
وقائع وحقائق جعلت عملية إخراج المطرح البديل لحيز الوجود تتعثر وتظل تراوح مكانها، إلى أن استنفذ مطرح سعد الذراع عمره الإفتراضي، وأصبح غير قابل لاستيعاب أكوام الأزبال والنفايات، لتدخل الجهات المسؤولة محليا حالة في حرج كبير،وتنطلق في البحث عن مخرج من الورطة، عبر إعداد اتفاقية تجمع بين تسع جماعات، قروية وحضرية بالإقليم، تحت مسمى “بيئتي حياتي ” يتم بمقتضاها إنشاء مؤسسة للتعاون بين هذه الجماعات لتدبير مطرح النفايات الحالي بإقليم الجديدة، وإنشاء مطرح جديد بمواصفات تحترم المعايير البيئية.
فمطرح النفايات المتواجد بمنطقة مولاي عبد الله، الذي كانت تسيره شركة فرنسية قبل أن ينتهي عقدها و بعدها غادرت شركة أخرى فازت بصفقة تدبير المطرح لمدة سنة بعد عجزها، الأمر الذي دفع جماعة مولاي عبد الله للإشراف المباشر على تدبير هذا المرفق المهم.
قلة خبرة الجماعة و كذا غياب سياسة تشاركية مع الشركات المكلفة بجمع النفايات بمدن الجديدة و مولاي عبد الله وازمور والحماية وأولاد احسين ، ساهم في عشوائية كبيرة حيث باتت الشركات العاملة في قطاع النظافة تجد صعوبات جمة في تصريف و تدبير ما تجمعه شاحناتها يوميا، و لم تعد شاحنات النظافة تجد مكانا لرمي الكمية المجموعة، حيث أن العشوائية التي باتت السمة البارزة بالمطرح أصبحت تفرض على الشاحنات انتظار ساعات طوال و أحيانا الاضطرار لمغادرة المكان دون إفراغ حمولاتها. ، بعد أن اصبح المطرح عاجزا عن استيعاب المزيد، ومن تمة القيام بإفراغ النفايات على علو 14 متر بما تتضمنه العملية من مخاطر واختلالات تهدد الوضع البيىي ، وتزيد في إذكاء مساحة الروائح الكريهة.
ويجمع جل المتتبعين للشان العام المحلي، على أن النظام الحالي لتدبير النفايات بمطرح سعد الذراع المراقب، أبان عن محدوديته وعدم فعاليته سواء على مستوى تجميع النفايات أو التخلص النهائي منها، حيث بات المطرح غير قادر على ضمان ملاءمة المعايير الصحية المطلوبة مع دوره في معالجة النفايات.
ويتخوف سكان كل من مدينة الجديدة و الدواوير المحيطة بالمطرح ، من المخاطر البيئية التي يمكن أن يتسبب فيها هذا المطرح، والذي أضحى يؤرقهم بشكل كبير في ظل غياب أي تواصل بينهم وبين مسؤولي جماعة مولاي عبدالله والمصالح المعنية بالسلطات المحلية والإدارات العمومية، خصوصا بعد أن شاع بين الناس وجود مشاكل كبيرة في معالجة النفايات والسوائل الناتجة عنها بفعل تراكمها، والتي تنتج الروائح الكريهة التي تهب على المدينة، وسط مخاوف اختلاط تلك السوائل بمياه الأمطار، وما قد ينتج عنها من مخاطر تسربها إلى الفرشة المائية والحقول الفلاحية المجاورة …
هذا ودعت عدة جمعيات مهتمة بالبيئة المسؤولين الى الالتفات إلى هذا المشكل متعدد الجوانب، عبر الدفع في اتجاه بلورة حلول مستعجلة وواقعية، من شأنها وضع حد لمعاناتهم، وإخراج مطرح جديد بعيد عن التجمعات السكنية، لتفريغ النفايات، في إطار يحترم المعايير المعمول بها، والتي تأخذ بعين الاعتبار حفظ صحة وسلامة المواطنين وحماية البيئة، مع إخضاع هذه النفايات لعملية إعادة التدوير.
تعليقات 0