AisPanel

قربلة في البيت الاستقلالي بإقليم الجديدة

25 يونيو 2019 - 9:12 م

ویبدأ مسلسل جدید في المجال السیاسي ، والحدث هذا الأسبوع هو الزعزعة التي عرفها حزب الإستقلال برحیل مناضل کبیر ، ابن منطقة النواصر والذي تربی داخل عائلة استقلالیة ، وکبر وهو یسمع نشید الحزب ، وصار یردده في کل اللقاءات ( مغربنا وطننا نحن فداه … روحي له …) ، وهو الذي استقبل في بیته بشارع ابن بادس أمناء حزب الإستقلال ، الفاسي الفهري ، عباس الفاسي ، شباط ، ونقابیي الحزب أفیلال ، وخاض جمیع المعارک السیاسیة الإنتخابیة ، سواء علی مستوی غرفة التجارة والصناعة ، المجالس البلدیة والمجالس الإقلیمیة ، وفرض نفسه کرجل قوي في تدبیر شٶون الحزب علی مستوی الجدیدة وسیدي بنور . الیوم المتتبعین للشأن السیاسي یتساءلون ویطرحون سٶالین ، لماذا هذه الإستقالة من حزب الإستقلال والإلتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار ؟ ، ولماذا اختار رفیق بناصر فصل الصیف وشهر یونیو لإعلان التحاقه بحزب الحمامة کمسٶول إقلیمي علی هذا التنظیم السیاسي بعد أن تم تعیینه من طرف المکتب السیاسي لحزب التجمع الوطني للأحرار خلال لقاءه الأخیر بمدینة وارزازات ؟
للإجابة عن هاذین السٶالین لابد من الرجوع الی محطتین أساسیتین ، فالسید رفیق بناصر قبل وعن مضض أن یکون الثاني بعد الحاج الطرمونیة خلال اللائحة البرلمانیة لحزب المیزان ، حیث خاض هذه الإنتخابات بقوة وشراسة ، وکان له الفضل في أن تحتل لائحة الإستقلال الصف الأول دون أن یتمکن من النجاح بالمقعد الثاني ، وهنا أحس هذا المناضل ، ابن منطقة الشاویة ، أنه کان ضحیة خیانة حزبیة سیاسیة ، وتعاد الکرة مرة أخری لتعویض مقعد وکیل لائحة الحصان ، رضوان مهذب ، حیث هزم مرة ثانیة في هذه الإنتخابات ، وهنا کانت الصدمة الکبری لأنه تأکد أن الجمیع خانوه بمن فیهم المقربین منه خصوصا علی مستوی مدینة الجدیدة حیث أن الجماعة الحضریة مسیرة من طرف الإستقلالیین الذین ترکوه یأخذ هذه المعرکة السیاسیة وهم یتفرجون علیه ، مع العلم أن رفیق بناصر هو الذي کان المدبر الرئیسي الذي قاد الحملة الإنتحابیة بمدینة الجدیدة لیحصل الحزب علی 12 مقعدا ویتمکن بذلک من ضمان رئاسة جماعة الجدیدة بعد تنازل حزب المصباح علیها ، فکان نعم المناضل المنضبط لتوابث الحزب ، لکن أصدقاءه في حزب المیزان خدلوه ولم یعد له موقعا في إبداء رأیه خصوصا أنه کان الضامن الأساسي أمام المواطنین ومناضلي الحزب علی مستوی الجدیدة والإقلیم ، فتبین له أن الفریق الإستقلالي علی مستوی المجلس البلدي لمدینة الجدیدة قد زاغ علی طریق النضال والدفاع عن قضایا المواطنین ولم یعد یلتزم ببرنامج الحزب الذي خاض به المعرکة الإنتخابیة ، حیث أصبح هو کذلک یحارب من طرف هذا الفریق في ملفاته الإستثماریة المهمة ، وأصبحت رئاسة المجلس تخلق له العراقیل لکل قضایاه القانونیة والمشروعة . کما أن البرلماني والبرلمانیة والنائب بمجلس المستشارین أصبحوا لا یهتمون بقضایا ساکنة الإقلیم . أمام هذه الوضعیة الکارثیة لحزب الإستقلال علی مستوی إقلیم الجدیدة أحس رفیق بناصر أن المجموعة الإستقلالیة سالفة الذکر تخلت عن مبادئ الحزب فلم تحترم إلتزاماتها مع الساکنة ، فکان لهذا تأثیر نفسي علی شخصه فأصبح یفکر في الحل المناسب یُبعد به نفسه عن کل الشبهات ویضمن به علاقته القویة بمناضلي الإقلیم الذین یحترمون فیه روح النضال والتشبت بقضایاهم والدفاع عنهم في کل المواقع . وبذلک کان قراره النهائي الإستقالة من الحزب تارکا لأصحاب الکراسي والرئاسة تحمل مسٶولیة التسییر والتنظیم بحزب الإستقلال ، وإننا نطرح السٶال العریض : هل رئیس المجلس البلدي سیستمر في موقعه بحزب الإستقلال أم أنه سیشد الرحال هو والسیدة البرلمانیة کضیوف سیاسیین جدد بحزب الکتاب ، لأن البرلمانیة لم یعد یسمح لها التقدم في اللائحة الإستقلالیة ، وهما یعرفان جیدا قوة ونفوذ البرلماني الحاج الطرمونیة ، حیث أنه لا أحد یقدر علی زعزعته من وکیل لائحة حزب المیزان خلال الإنتخابات البرلمانیة القادمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!