استمرار آغلاق المسقاة البرتغالية وصمة عار على جبين مسؤولي الجديدة

29 أغسطس 2023 - 9:08 ص

تتميّز المواقع الأثرية والمعالم التاريخية بالمكانة والأهمية التي تحتلها على صعيد ذاكرة الشعوب والمجتمعات. كما تُعدّ هذه المعالم واحدة من العناصر والمؤشرات الدّالة عن ماضي وتاريخ المجموعات البشرية..
إلاّ أنه، ورغم كل هذه الأهمية والدور، فإن العديد من المعالم الأثرية والتاريخية بمدينة الجديدة وإقليمها، مازالت تعيش تحت رحمة العبث بذاكرتها ومحاولة طمسها ، وكأنها أطلال لا جدوى منها ولا مكانة لها في ذاكرة ووجدان أبناء الجديدة..
في ظل هذا الوضع، وفي الوقت الذي نجد فيه كل المدن والمناطق الأخرى تصُون مآثرها ومعالمها وتُخصّصُ لها ميزانيات الترميم والإصلاح والتعريف بها، نجد العكس من ذلك تماما هو الحاصل على مستوى مدينة الجديدة ، بل وأن الطابع الذي ظل يميز التعامل مع هذا الموروث التاريخي هو العبث بذاكرتها ..

و مقابل هذا كله ، دقت وزارة الثقافة والشباب والتواصل آخر مسمار في نعش السياحة بالجديدة، بعد قرار إغلاق المسقاة البرتغالية، المصنفة تراثا وطنيا بظهيري 3 نونبر 1919، و15 أبريل 1924، والمصنفة أيضا تراثا إنسانيا من قبل «يونسكو» صيف 2004، إذ أن الإعداد الكبيرة من الوافدين على الحي البرتغالي بالجديدة من المغاربة والأجانب ، تتفاجأ بإستمرار إغلاق المسقاة البرتغالية مما افقد الحي البرتغالي جاذبيته السياحية ، وبالتالي انتكاسة
تجارية عجز معها أغلب التجار عن تسديد واجبات الكراء والماء والكهرباء، والديون …

وفي اتصال للجريدة ، بالسيد محمد زيان رئيس جمعية الحي البرتغالي أكد أن استمرار إغلاق المسقاة البرتغالية لأكثر من 3 سنوات وصمة عار على جبين كل مسؤولين المحليين والجهويين والمركزيين ، على اعتبار أن هذه المسقاة تعتبر جوهرة معمارية إسثتنائية قل نظيرها في العالم، يقصدها السياح من جميع بقاع العالم ، كلما فكروا في زيارة مدينة الجديدة ..
وقد رأيت بأم عيني يضيف محمد زيان بكاء السياح الأجانب أمام أبوابها المغلقة ، مؤكدين أنهم لن تتاح لهم الفرصة مرة ثانية لزيارتها.
وحول تأهيل الحضري للحي البرتغالي ومحيطه أشار محمد زيان أن هذا الفضاء يعيش اسوء أيامه بالنظر إلى التراجع والتردي على مستوى بنياته التحتية، في غياب مبادرات من القائمين على الشأن المحلي والقايمين على الشأن الثقافي المحلي وخصوصا مديرية الآثار والمأثر التاريخية..
وشدد رىيس جمعية الحي البرتغالي على ضرورة تنفيذ الوعود التي قطعتها وزارة الثقافة والشباب والتواصل، بترميم وتأهيل المسقاة والحي البرتغالي ..

هذا وسبق لوزير الثقافة والشباب والتواصل ، خلال جلسة الأسئلة الشفوية لمجلس المستشارين، الثلاثاء (27 يونيو 2023)، إلى أنه خلال الفترة بين سنتي 2019 و2020 تم إنجاز دراسة تقنية أكدت وجود مشاكل على مستوى البناية، ليتم إنجاز الروفعات الطوبوغرافية وتكلفت الوزارة بمشروع التهيئة.
وأوضح الوزير أنه منذ عام تقريبا (يوليوز 2022)، تم الشروع في المعاملات الإدارية الخاصة بتنزيل الصفقة، على أن يتم، بداية شهر يوليوز المقبل، الإعلان عن الصفقة الخاصة بالاستشارة الهندسية، على أساس أن تنطلق صفقة الأشغال وبداية إنجاز أشغال الترميم والتهيئة، بعد تحديد الشركة الحائزة على الصفقة مع نهاية السنة الحالية.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن كلفة ترميم وتهيئة ببناية المسقاة البرتغالية في مدينة الجديدة تصل إلى 25 مليون درهم.

.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!