مزاكان نيوز _ أبو ملاك
في غياب شفافية واضحة لواجبات التأمين على صحة وسلامة التلاميذ والمتمدرسين داخل المؤسسات التعليميةالخاصة ،أصبح التباين الكبير في الواجبات المالية التي يؤديها الآباء والأولياء على أبنائهم بداية كل موسم دراسي ( أصبح )واحدا من أوجه الابتزاز العلني الدي تمارسه مدارس التعليم الخاص بالجديدة وعلى غرار باقي مدن المملكة ، وعاملا من العوامل السلبية التي تستوجب تدخلا سريعا من الوزارة للحد منه لكونه يشكل عائقا من عوائق تطوير التعليم.
ففي الوقت الذي لا يتعدى فيه قسط التأمين الذي يؤديه الأب أو ولي أمر التلميذ 20 درهما سنويا في مدارس التعليم العمومي، يرتفع مبلغ قسط التامين الذي يؤديه آباء وأولياء التأمين في مدارس التعليم الخصوصي إلى ما بين 1000 و3000 درهم، وذلك على الرغم من أن الشركات المؤمنة لا تتقاضى على هذا الأقساط إلا 300 درهم في الأقصى على التلميذ والمتمدرس. وتنخفض إلى مادون 300 درهم كلما كان عدد المتمدرسين كبيرا.
المدير المكلف بمجال الارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي والأولي في وزارة التربية الوطنية، أكد في تصريحات صحفية سابقة أنه “يجب على المدارس الخاصة تحديد تفاصيل كل المصاريف التي تطلبها من الآباء، ويجب أن تعرض أسعارها بشكل واضح، وبالتالي فالمدارس التي لا تطبق هذه التعليمات فإنها تنتهك المذكرات الوزارية”.
ويرجع سبب استمرار هاته الفوضى في غلاء واجبات التسجيل في المدارس الخاصة بالجديدة هو صمت الآباء و اولياء أمور التلاميذ عن التنديد وفضح هذه الممارسات، بدعوى الخوف من انتقام المؤسسة التعليمة من التلميذ وقد كان بعض الاباء في السنة الماضية قد أصدروا بيانا ضد إحدى المدارس الخاصة المعروفةبعدما عمدت ادارة تلك المؤسسة الى زيادة 100 درهم في واجبات التسجيل وهو ما حدا بادارة تلك المؤسسة الى التراجع عن هذه الزيادة .
علما أن المبلغ المفروض اداؤه لهذه المدارس الخصوصية يتجاوز بكثير قيمة بوليصة التأمين التي يستفيد منها التلميذ، فعوض أن يؤدوا 160 درهما على الأكثر، يضطرون إلى دفع بين 1000 درهم و3000 درهم ، ذلك أن المدرسة ترتبط مع شركة تأمين بعقد يتيح الاستفادة من منتوج التأمين المدرسي “assurance scolaire”، الذي ترتبط قيمته بعدد التلاميذ المؤمنين، فكلما كان العدد أكبر، تقلصت كلفة التأمين، التي تبدأ من 7 دراهم، وتتيح الاستفادة في إطار المسؤولية المدنية، انطلاقا من هذا المبلغ من تكاليف استشفاء في حدود 500 درهم، وتعويض في حالة الوفاة يصل إلى 15 ألف درهم وأكثر.
فمن حق الآباء المطالبة بفاتورة عن كل مبلغ دفعوه للمدرسة، لأنه ليس قانونيا أن تتضمن فاتورة التسجيل المبلغ الإجمالي لرسوم التسجيل والرسوم الدراسية ورسوم التأمين، والنقل..
ولعل من مظاهر التسيب التي يعرفها قطاع التعليم الخصوصي بالجديدة هو واجبات التأمين المدرسي الغير مقننة، حيث لكل مؤسسة “ثمنها”، فكيف يعقل أن مؤسسة تأخذ من كل تلميذ واجبات التأمين المدرسي مبلغا ماليا لا يقل عن 1000درهم، ومن نفس المبلغ تعطي لمؤسسة التأمين 109 أو 300 درهم في أحسن الأحوال.
ولنأخذ مثلا مؤسسة تعليمية خاصة بها 500 تلميذ، فكل تلميذ يؤدي واجب التأمين المدرسي 1200درهم، فكم ستربح المؤسسة من الفارق؟ إنها هدية من ذهب تقدمها الدولة لكل مؤسسات التعليم الخصوصي مع انطلاق كل موسم دراسي.
ومن هذا المنبر نوجه دعوتنا الى الآباء والأمهات للمطالبة بحقهم كزبناء لدى هاته المدارس، حيث من حقهم المطالبة بفاتورة مفصلة، وطلب نسخة من بوليصة التأمين لمعرفة المخاطر التي تغطيها ومقدار قسط التأمين .
فالى متى ستستمر المدارس الخاصة في ابتزاز و نهب جيوب المواطنين??
