AisPanel

ليل سيدي بوزيد مع مقاهي الشيشة.. مخدرات، قاصرات ودعارة

3 يناير 2020 - 4:52 م

مزاكان نيوز _ متابعة

ليل سيدي بوزيد  ليس كغيره من ليالي باقي المدن الساحلية بالمغرب، فالمنتجع السياحي الذي يقصده المواطنين للتمتع بهدوءه وجمال شاطئه يخفي ليلا عالما سفلي أسود لتدمير مستقبل عشرات الشابات والشبان الذين يقصدون مقاهي مقفلة الأبواب محاطة بحراسة مشددة حماية لكل ما يعاقب عليه القانون.. تسمى مقاهي الشيشة.

الشيشة أو النرجيلة..

لم يكن المغاربة قبل عشر سنوات يقبلون على التدخين عن طريق الشيشة كما هو الحال الان، حيث تحولت هذه الوسيلة في التدخين إلى ملاذ من أجل البحث النشوة والانسحاب لآلاف الشباب من مختلف الاعمار والشرائح والطبقات الاجتماعية ومن الجنسين، ورغم الاخطار الكبيرة للتدخين عبر النرجيلة إلا ان متعاطي هذا النوع في تزايد خاصة مع انتشار مقاهي خاصة بتقديم الشيشة لزبائنها، فحسب تقرير لمنظمة الصحة العاليمة، فإن دخان الغليون المائي (الشيشة) سام جدا حيث كشفت التحاليل بأنه يحتوي على عدد من المواد المسرطنة والقاتلة.

مع الاقبال المتزايد على استعمال الشيشة في التدخين، وجد عدد من الأشخاص، أن فتح مقاهي وملاهي خاصة بتقديم الشيشة مصدرا مهما للأرباح، حيث انتشرت في عدد من المدن مقاهي الشيشة، من بينها منتجع سيدي بوزيد التي وصل عدد المقاهي بها إلى ما يفوق 10مقاهى، أغلبها تشتغل خارج القانون وتتنوع داخلها مختلف أنواع الممارسات والسلوكات الغير القانونية.

” مزاكان نيوز ” قامت بجولة على مقاهي الشيشة بسيدي بوزيد, حيث لاحظت أن كل تلك المقاهي مظلمة وتتميز بالريبة ويجهل ما يحدث داخلها رغم أنها تعتبر أماكن عمومية، فأغلبها تشتغل بأبواب مغلقة ونوافذ قاتمة اللون وأضواء خافتة، كما أن الحراسة المنتشرة حولها تؤكد أن مقاهي الشيشة أوكار خارجة عن القانون وغير مرخصة.

الدعارة والمخدرات بمقاهي الشيشة..

لا يقتصر الأمر في مقاهي الشيشة المنتشرة بسيدي بوزيد تقديم الشيشة  للشباب بينهم قاصرات وقاصرين، بل تحول الأمر إلى مجال جديد تروج فيها مختلف أنواع المخدرات وسوق مناسب للتجارة في أجساد فتيات في مقتبل العمر.

حسناء (اسم مستعار) قالت لمزاكان نيوز “أنا طالبة جامعية ألجأ إلى مقاهي الشيشية من أجل البحث عن زبون محترم ومعروف حتى أتمكن من توفير مصروف يغطي نفقاتي.. أكيد أن حياة الليل قد تدمر مستقبلي لكن تبقى مقاهي الشيشة أئمن لي من الحانات أو علب الليل، على الأقل زبناء هذه المقاهي لا ينتهي بهم المطاف سكارى بل منتشون قليلا فقط أو مخدرون”.

يقول محمد وهو بائع للهواتف  أيضا في حديثه مع مزاكان نيوز “أنا زبون لمقاهي الشيشية منذ سنوات أعرف كل ما يحدث داخل هذه العلب المظلمة، فكل ما تريده موجود داخلها، شابات.. قاصرات.. مثليين.. أقراص من مختلف الأنواع.. كوكايين… (فقط لن تجد المشروبات الكحولية فهي حرام)، يضيف ساخرا”.

 

درك سيدي بوزيد.. مجهودات لا يمكن أن تنتهي..

لا تتوقف دوريات الدرك الملكي بمركز سيدي بوزيد  عن مداهمة  مقاهي ترويج الشيشة، ففي كل ليلة يقوم عناصر الدرك بدوريات قصد مراقبة ما يحدث داخل هذه المقاهي المظلمة، وكلها  غير مرخص لها لترويج الشيشة.

دوريات الدرك الملكي تبقى عاجرة في أغلب الأحيان عن ضبط مخالفات أرباب مقاهي الشيشة، خاصة أنهم لجؤوا إلى تطويق الشوارع التي تنتشر فيها علبهم المظلمة بحراس يراقبون دوريات الدرك حيث يقومون بالاخبار بقودمها ليتم تنظيف المقاهي من قارورات الشيشة قبل وصول تلك الدوريات.

نتيجة بحث الصور عن درك سيدي بوزيد يحجز الشيشة

 

السلطات الإقليمية بمدينة الجديدة كانت من بين السباقين لمحاربة الظاهرة و معاقبة مقاهي الشيشة بإغلاق بعضها ، و هي الخطوة التي رحبت بها الساكنة لكونها تساهم في محاربة الانزلاقات اللا أخلاقية و الممارسات التي يقع ضحيتها أبرياء من الشباب خصوصا في صفوف الإناث و بالأخص الطالبات …

غير أن مجهودات السلطات الإقليمية بالجديدة انحصرت في المجال الحضري فقط ولم تفكر أو تتابع محاربتها لمقاهي الشيشة بالمناطق المجاورة كما هو الشأن بسيدي بوزيد الذي أصبحت محلات الشيشة به تشكل إزعاجا للسكان كما تعد مكانا آمنا للقيام بممارسات خارج عن القانون والأخلاق كتناول المخدرات و بيعها و إفساد أخلاق أبرياء من الشباب فضلا عن الإضرار بصحتهم و ما ينتج عن ذلك من تفكك أسري .

إن الأمر لم يعد يحتمل الانتظار. و بات على الجهات المعنية التدخل لانقاذ ما يمكن إنقاذه تفاديا لكل انحراف و تطبيقا للقانون وذلك بإغلاق المقاهي التي تستعمل فيها الشيشة بسيدي بوزيد و عدم التساهل مع أصحابها .

يرى نشطاء محاربة المخدرات أنه لا يمكن الاعتماد فقط على دوريات أمنية لضبط المخالفات التي تقوم بها مقاهي الشيشة، لأن الامر اذا استمر على هذا الحال لن تنتهي معركة الكر والفر بين الطرفين، بل يجب التعامل بحزم مع تجار البشر هؤلاء، فالترسانة القانونية موجود وتسمح للسلطات بتغريم أرباب تلك المقاهي أو إغلاقها بشكل نهائي، خاصة مع وجود القرار العاملي الصادر رقم 35 الصادر بتاريخ 03  أبريل 2013 المتعلق بمنع إعداد وإستهلاك الشيشة بالمحلات المفتوحة للعموم وكذلك بناء على محاضر الإجتماع التي عقدت حول ظاهرة انتشار تقديم الشيشة للزبائن وأيضا نظرا لتغيير محتوى النشاط المرخص به لأصحاب تلك المقاهي من طرف السلطات المختصة.

ستبقى مقاهي الشيشة نقطة سوداء تعكر جمال سيدي بوزيد وتهدد أمن شبابه، فقط السلطات المحلية المنتخبة والمعينة تتحمل المسؤولية في إيقاف بؤر الانحراف والجريمة تلك، عبر تنفيذ القانون وتطبيق القرار العاملي.. وبين حدوث هذا الأمر واستمرار نشاط تلك العلب المظلمة، سيبقى الرأي العام يردد أن هناك تواطؤ بين السلطات وأرباب تلك المقاهي الخارجة عن القانون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!